كشف عدد من الشبان في منطقة الباحة عن سر وجودهم في حلقة سوق الخضراوات في الفترة الصباحية، واختفائهم في الفترة المسائية، إذ أرجع الشاب سعيد الغامدي مناوبة الغياب والحضور إلى التزام «رب العمل الوافد» بالعمل في الفترة الصباحية في إحدى المؤسسات الحكومية، ما يفرض عليه التواجد حتى نهاية فترة الدوام الرسمية، ليتسلم منه الوافد مهمة البيع بقية النهار. وأوضح الغامدي أنه يتقاضى يومياً بين 40 إلى 60 ريالاً من رئيسه الآسيوي، محمّلاً أمانة منطقة الباحة مسؤولية عدم تهيئة أماكن بيع لمسوقي الخضراوات، كونه وزملاؤه يعرضون بضاعتهم في الممرات لاستهداف كثرة الحركة. فيما يرى الشاب عبدالرحمن أحمد، أن للعمالة الوافدة حضوراً قوياً في المنطقة ما يقلب معادلة العمل، ليغدو أبناء الوطن أجراء عند وافدين يعملون تحت كفالة «شخصيات إدارية نافذة»على حد زعمه، آملاً أن تتدخل الجهات المعنية لحماية السعوديين من «هذا التسلط». كما ناشد أحمد وزارة العمل حماية العمالة السعودية، ومعاقبة تجار التأشيرات من الموظفين المستقدمين للعمالة الوافدة بأسماء زوجاتهم وبناتهم وأمهاتهم، مشيراً إلى أن هؤلاء النساء لا علم لهن بهذه التأشيرات ولا رخص المحال المدونة بأسمائهن، فيما يملكونها فعلياً موظفون بمرتبة مرموقة ومرتب مغر. ويذهب صالح حمدان إلى عدم شعوره بالغبن من ترؤس الوافد عليه، معللاً ارتياحه بقوله: «أعمل ست ساعات فقط وأتقاضى عشرة ريالات عن الساعة الواحدة، لأعود بعدها إلى منزلي وأتمتع بالوقت مع أصدقائي بقية النهار وجزء من الليل»، مسدياً شكره لولي راتبه الآسيوي عبدالمنان. وفي المقابل، وعد أمين منطقة الباحة المهندس محمد مجلي الدوسري، بمتابعة وضع سوق الخضراوات وملاحقة التجاوزات. وأوضح الدوسري أن سعودة الأسواق ومتابعة شأنها من اختصاص مكاتب العمل، إلا أنه كشف عن صدور توجيهات آنفة وعاجلة تقضي بمنع العمالة من إدارة الأسواق، وتوقيع الغرامات على المتسترين، وتلزم أقسام الاستثمار في البلديات بالمتابعة والحزم مع المخالفين، ما يؤذن ب «خروج العمالة وعودة سوق الخضراوات إلى أيدي أبناء الوطن»، على حد وصفه.