قررت شركة "جوجل" الانسحاب من شراكة الإعلانات عبر الإنترنت مع شركة "ياهو" متخلية عن محاولات التغلب على اعتراضات النشطاء المعادين للاحتكار الذين يرون أن التحالف السابق من شأنه أن يعطى "جوجل" قوة كبيرة فى عالم التجارة عبر الانترنت. ويعدّ قرار جوجل الذي أعلن الأربعاء على موقع جوجل الرسمي ضربة جديدة لغريمتها ياهو التي كانت تعوّل على الاتفاق لتعزيز أرباحها السنوية بنحو 800 مليون دولار، كى تسترضى حملة الاسهم اللذين لازالوا غاضبين من قرارات الادارة بعد رفضها عرض من شركة مايكروسوفت بقيمة 47.5 بليون دولار قبل 6 أشهر. وتعانى شركة ياهو حاليا من ضغوط لتجديد الحوار مع شركة "ميكروسوفت" بعد ان وصلت قيمة سهمها 33 دولار اى بسعر أقل من الذى عرضته ميكروسوفت فى مايو السابق . وعلى الجانب الاخر، لن يمثل إنفضاض الشراكة ضربة كبيرة لجوجل التى تعتبر أكبر وأنشط موقع إعلانات موجود بالفعل . وأشار رئيس الشئون القانونية بجوجل إلى أن شركته تشعر بخيبة أمل كبيرة لإلغاء الصفقة، وأضاف: "لن نسمح بوقوع معركة قانونية طويلة تصرفنا عن جوهر مهمتنا ". وبعد إلغاء تلك الصفقة لجأت "ياهو "الى رسم طريق جديد لزيادة العائدات وتعويض خسائر أسهمها، لذا بدأت الشركة فى التفكير بضم قوى تكنولوجية جديدة فكان اختيارها لمؤسسة "أمريكا أون لاين" كما جرى التفكير أيضا فى ضم مؤسسة "وارنر " وذلك لعدة أشهر . وكانت شركتان ياهو وجوجل قد أعلنتا قبل أسابيع أنهما توصلتا لاتفاق للدخول في شراكة غير حصرية بشان الاعلانات على محركات البحث على الإنترنت. وكان بمقتضى الاتفاق يمكن لياهو أن تبث إعلانات لجوجل على محركاتها للبحث وبعض مواقعها على الإنترنت في الولاياتالمتحدة وكندا. وكان مقررا للاتفاق أن يسري بشكل مبدئي أربعة أعوام مع خيارات لتجديده لفترة تصل إلى 10 أعوام. وفي المقابل، أعلنت مايكروسوفت منذ فترة استعدادها لاستئناف المحادثات من أجل شراء شركة "ياهو" وهو ما رحبت به مصادر قريبة منها، خاصة في حال انتخبت "ياهو" مجلس إدارة جديد. وقال خبراء إنّ الدافع وراء رغبة مايكروسوفت الاستحواذ على ياهو هو رغبتها في منافسة محرك البحث جوجل، الذي يهيمن على سوق الإعلان على الانترنت. وتتمسك مايكروسوفت بشدة بنجاح هذه الصفقة لأنها بذلك تضرب عصفورين بحجر واحد حيث تسيطر على عالم البحث على الإنترنت من جهة وتتفوق على منافستها جوجل. وقالت مصادر إخبارية إن الشركتين قد يكونان شراكة أو مشروعاً مشتركاً لمنافسة شركة "جوجل" التى تسيطر على سوق البحث على الإنترنت بحصة منفردة تتجاوز حصتى "ياهو" و"مايكروسوفت" معاً.