وسط تفائل البعض وشكوك آخرين وعد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بحزمة من الإصلاحات سيقرها في المرحلة المقبلة من تاريخ السودان بهدف إرساء الديمقراطية الرامية إلى إستقرار ونماء السودان وكان الرئيس عمر البشير يتحدث خلال إجتماع لحزب المؤتمر الحاكم. ونقل موقع (ميدل ايست أونلاين) عن حامد ممتاز الامين السياسي للشباب في حزب المؤتمر الذي حضر الاجتماع ان الرئيس تحدث عن وضع سن لتقاعد السياسيين وهو 60 عاما ، وقال أن هذا سيطبق بحقه إذا تم إقرار هذا المقترح بصفة رسمية ، كما وعد الرئيس البشير بتشكيل لجنة لمكافحة الفساد ، وهيئة لمساعدة الشبان حديثي التخرج في العثور على عمل وزيادة مشاركة الشبان في الحزب والحكومة ، وقال حامد ممتاز أن هذه السياسات ستكون خطوة ايجابية على الطريق الصحيح وسوف تساعد على تطوير حلول للمشكلات الحالية. ونقل (الجزيرة نت) عن ربيع عبد العاطي المسؤول الرفيع في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قوله إن الرئيس السوداني لن يسعى لترشيح نفسه ثانية في انتخابات الرئاسة ضمن حزمة إصلاحات لإرساء الديمقراطية بالبلاد. وأضاف أن البشير أعلن أنه لن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. ووفقا للدستور السوداني الحالي فإن انتخابات الرئاسة المقبلة من المقرر أن تجري خلال أربعة أعوام. وفي حين تفائل البعض بهذه الخطوة نحو الإصلاحات رأى البعض الآخرى أن هذه الوعود لاتعدو كونها خطوة إستباقية لمنع خروج مظاهرات التغيير في شوارع السودان. وذكر موقع (ميدل إيست أونلاين) أن قوات الامن السودانية فرقت (مستخدمة العنف) عشرات من الاحتجاجات الصغيرة في شمال السودان هذا العام حيث احتدمت الازمة الاقتصادية واستلهم الطلبة نجاح الانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي في الاطاحة بالرئيسين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي. لكن الطلبة لم يتمكنوا من كسب التأييد وضعفت حركتهم مع سجن العديد من قادتها. وقلل مسؤول رفيع في الحزب الشيوعي السوداني المعارض من قيمة الاصلاحات وقال ان الخرطوم تهرول فزعة وهي تراقب الاحتجاجات في الشرق الاوسط. وقال صديق يوسف ان كل القادة في الوطن العربي ينظرون الى ما حدث في مصر وتونس وان هذه ليست سوى محاولة لتهدئة الناس حتى لا يحتجوا. واضاف ان أكثر من 40 من مسؤولي حزبه ما زالوا محتجزين بدون تهم. وقال صديق ان الحكومة السودانية لو كانت جادة في الاصلاح فعليها أن تطلق سراح المعتقلين السياسيين وتسمح للناس بالخروج في احتجاجات سلمية. وقدم الحزب الحاكم في السودان عروضا تصالحية منذ اندلاع الانتفاضات الشعبية في الشرق الاوسط من بينها دعوة المعارضة لمحادثات تشكيل حكومة وطنية.