بحول الله تعالى سوف يرعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة اليوم الاثنين انطلاق ملتقى نادي الباحة الأدبي الثالث الذي يحمل عنوان “الرواية السعودية: مقاربات في الشكل” والذي سيتم من خلاله تكريم كل من الروائي إبراهيم الحميدان والباحث عبدالعزيز الزهراني والشاعر عبدالرحمن العشماوي. وأوضح رئيس نادي الباحة الأدبي أحمد حامد المساعد أن النادي أنهى كافة استعداداته لتفعيل الملتقى متمنيا أن يحقق الهدف المرجو منه وشاكرا في الوقت نفسه سمو أمير المنطقة وسمو نائبه ومعالي وزير الثقافة والإعلام ووكيل الوزارة للشؤون الثقافية على دعمهم المتواصل للنادي. سألت الدكتور صالح معيض عن رؤيته لهذا الملتقى فقال: يأتي ملتقى نادي الباحة الأدبي هذا العام امتدادا للملتقى السابق الذي حقق نجاحا لافتا بشهادة كثير من المهتمين بموضوع الملتقى وهو الرواية السعودية، وأتوقع أن يحقق ملتقى هذا العام نجاحا مماثلا، بل ربما يفوق النجاح الذي تحقق العام الماضي وذلك بسبب أن ملتقى هذا العام يتمحور حول القضايا المرتبطة بالأبعاد الشكلية (الفنية) للرواية التي عادة ما تُهمل في كثير من الكتابات والدراسات التي تنشر حول الرواية السعودية، إذ كثيرا ما تسيطر الأبعاد المضمونية للروايات عليها. ولعل من علامات النجاح لهذا العام كثرة الباحثين والباحثات المهتمين بفن الرواية الذين رغبوا في المشاركة في هذا الملتقى من داخل المملكة وخارجها، وكذلك البرنامج التكريمي الحافل لتكريم ثلاثة من أبرز أدباء المملكة، وكذلك حماس الإخوة في نادي الباحة وحرصهم على توفير كل ما من شأنه أن يحقق هذا النجاح. من جانبه قال الدكتور صالح زياد الزهراني: هناك طفرة روائية في السنوات الأخيرة، تستثير أسئلة حيوية على مستويات مختلفة. هناك كثرة النتاج الروائي، ودخول المرأة الكثيف إلى ساحة الكتابة. فبعد أن كان الرجل مهيمناً على الإنتاج الثقافي وعلى توجيهه، أصبحت المرأة تنتزع من الرجل ما يقارب في بعض السنوات الأخيرة نصف النتاج الروائي، وبإزاء ذلك لا يمكن التغاضي عن الضعف والركاكة والابتسار وتواضع المستوى الروائي في كثير من الأعمال الروائية الصادرة، كما لا يمكن العبور دون توقف عند مظاهر التشابه وظواهر التكرار والتداخل التي تستشري بين الروايات، وفي الوقت نفسه لا بد أن تبهرنا مجموعة غير قليلة من الروايات بتكوينها الإبداعي واكتمال عدتها السردية وقدرتها على الاكتشاف والاختلاف. ومن طبيعة الملتقيات الخاصة بنوع أدبي أن توسع من دائرة الوعي به لدى المتعاطين له، بقدر ما تضيف وعياً لدى قرائه والمستهلكين له. وأحسب أن ثقافتنا الاجتماعية لم تستوعب بعد معنى أن تكتب رواية أو تقرأ رواية بالمعنى الحديث. لقد ألِفَت المدح والهجاء، أن تكون معي أو ضدي. الوعي بالرواية هو وعي بكينونة حوارية، برؤية تجاوز الأنا إلى الجماعة الوطنية والعربية والإنسانية، انصهار في وحدة متنوعة وتنوع متحد، وحدة تجمع التناقض والنظام معاً، ونرى بها وفيها الحقيقة المشتركة القديمة الجديدة. أما الباحث والقاص والروائي الدكتور محمد عبدالرحمن يونس فيقول: وصف الناقد الكبير والمفكر جورج لوكاتش الرواية في بداية نهوضها بأنها ملحمة البورجوازية، ويمكن القول إنها في وقتنا الراهن ملحمة الخطابات الأدبية العربية المعاصرة لأنها الأوسع والأكثر انتشارا، كونها تعبر عن حركة المجتمعات العربية المعاصرة في سيرورتها الحضارية والمعرفية. وقد حققت الرواية في وقتنا الحاضر حضورا بهيا ألقا متميزا بين بقية الأجناس الأدبية الأخرى، بل هي الأكثر حضورا على مستوى الندوات والمنتديات الأدبية والطباعة والنشر، ونظرا لأهميتها الكبيرة فقد بدأت تشق طريقها إلى المنابر العلمية والأكاديمية، ولو تصفحنا الكتب التي تنتجها وتنشرها دُور النشر العربية لوجدنا أن حظ الرواية هو الأفضل، وأن عدد الروايات العربية المطبوعة تفوق عدد الكتب المطبوعة في أي جنس أدبي آخر. ويضيف: ملتقى الباحة الأدبي حقق العام الماضي حضورا كبيرا وفاعلا، وكانت الأبحاث والمقالات التي عُرضت فيه على قدر كبير من الأهمية وبُعد الرؤية وعمقها، وحقق الكتاب الذي ضم جميع المقالات والمداخلات حولها والتي ألقيت في ملتقى العام الماضي حضورا محليا وعربيا واضحا، وأصبح هذا الكتاب مرجعا مهما من مراجع دراسة الرواية العربية في الوطن العربي، فقد طلب مني غير صديق في الوطن العربي الحصول على نسخة من هذا الكتاب، وطلب مني طلاب الدراسات العليا في بعض الجامعات العربية والذين يحضرون أطروحات الدكتوراة في الرواية وفنياتها نسخة من هذا الكتاب حتى يكون مرجعا مهما لهم. ويأتي الملتقى هذا العام ليكمل ما قد بدأه من نجاح في العام الماضي. وسيكون هذا الملتقى على قدر كبير من الأهمية، نظرا لما سيُطرح فيه من مقالا ت مهمة.