نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول لئن قيل قديماً إن جذوة الحب الحقيقي لا تنطفئ أبداً ، فإن من المؤكد أن هذا ما ينطبق تماماً على مايكل فيتر الذي ارتبط مؤخراً بعروسته ماري أوتين – علماً بأنهما التقيا لأول مرة في هايز بمدينة لندن خلال السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية أي في منتصف الأربعينات من القرن الماضي ، حيث نشأت بينهما وقتها علاقة غرامية لفترة وجيزة؛ بيد أن ماري رفضت عرض مايكل عندما تقدم طالباً يدها – متذرعةً بأن ذلك (من السابق لأوانه). بعد طول انتظار امتد نحواً من 65 عاماً منذ طلب الخطوبة الأول، تزوج مايكل مؤخراً من ماري في كينشام بمنطقة بريستول. فقد عقد العروسان أخيراً عقد النكاح بينهما بعدما بلغ كلاهما سن الحادية والثمانين. وبرغم أن كلاً منهما سبق وأن تزوج وكون أسرة وأنجب أطفالاً فإن العلاقة بينهما لم تنقطع قط وما فتئ التواصل بينهما قائماً على قدم وساق. وظل مايكل دوماً يحمل الشعلة لإضاءة قناديل أمله القديم وبالتالي ما أن افترق كل منهما عن شريك حياته حتى اتفقا على عقد قرانهما حيث تفتحت براعم الحب من جديد ليتقدم مايكل إلى ماري طالباً يدها فتوافق ماري فوراً على طلبه. تحدث مايكل - مدرس المرحلة الابتدائية المتقاعد - قائلاً في هذا الخصوص: (لقد تقدمت بطلبي إلى ماري في وقت مبكر تماماً ومناسب تماماً لو قدِّر لها أن توافق على طلبي وقتها. إنني أحبها كثيراً وهي تناسبني وكان من المفترض أن يتم الزواج قبل 65 عاماً). واستطرد مايكل يقول: (لقد كنت دائماً أحمل جذوة أمل في فؤادي نحوها. وعندما انفصل كل منا عن شريك حياته، أدركت للتو أنها تناسبني إذ أن هنالك الكثير الذي يجمع بيننا – ذلك أنه تجمعنا ذات القيم الروحية وذات الرؤية للحياة العملية فضلاً عن أن ميولنا متوافقة وعقولنا متقاربة). أما ماري، فقد تحدثت أثناء حفل الزواج قائلةً: (إنه ليوم عظيم وبهيج وإنه لرائع حقاً أن ترى الكل مجتمعين على صعيد واحد). وكانت ماري قد تزوجت في منتصف الخمسينات من القرن الفائت من زوجها جون الذي يعمل مزارعاً فأنجبت منه ثلاثة أطفال بينما تزوج مايكل من مارجريت في عام 1953م. توفيت مارجريت زوجة مايكل في فبراير 2008م عن عمر يناهز التاسعة والسبعين وبعد أربعة أشهر توفي جون زوج ماري عن عمر يناهز 87 عاماً. إثر ذلك كتب مايكل مخاطباً ماري مستفسراً عن مدى إمكانية اللقيا مستجمعاً بقايا شجاعته لتجديد عرضه مرة أخرى طالباً يدها بعد 65 عاماً من تقدمه لها لأول مرة، فكان رد ماري بالإيجاب. يشار إلى أن ماري ومايكل لديهما معاً خمسة أطفال وسبعة أحفاد. وفي حين أن حفيدتي مايكل ، وهما كيت التي يبلغ عمرها 24 عاماً وهنا التي تبلغ من العمر 21 عاماً ، حضرتا حفل زفافه فإن ابنه كريستوفر الذي يعمل طبيباً ويقيم في فيلادلفيا لم يتمكن من الحضور لأن زوجته أنجبت توأماً للتو. أما جوليا ابنة مايكل ، فقد وصفت زواج أبيها من ماري بأنه بديع ورائع. وأما بنات ماري الثلاثة، وهن سوزي وجيني وفيفي، فقد حضرن مراسم الزواج. وأما مايكل ، فقد انتقل مع عروسته ماري إلى مدينة باث ذات الأجواء الرومانسية لقضاء شهر العسل.