أكد سياسيون أن استمرار حالة الانقسام القائمة في الشارع الفلسطيني واستمرار إسرائيل في نهجها المتنصل من كافة الالتزامات وممارساتها القمعية على أرض الواقع، سيؤديان إلى مفاوضات عبثية وغير مجدية، وبالتالي إيصال الفلسطينيين إلى الدوران في حلقة مفرغة وتهديد النظام السياسي القائم. اندماج الإسلام السياسي وقال الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي في ندوة أقيمت في نابلس بعنوان "مستقبل النظام السياسي الفلسطيني في ظل الانقسام السياسي والجغرافي" إن النظام السياسي في فلسطين مرهون بالتغيير الذي حصل بعد الانتخابات، "وما حصل بعد الانتخابات ساهم كثيرا في إيجاد بعض جوانب الضعف، خصوصا بعد أن حاولت كل جهة التفرد بالحكم الذي تمسكه لصالحها". ورأى الصالحي أن الاقتتال بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس)، أدى إلى إضعاف سلطة مهمة هي السلطة التشريعية إن لم يكن شلها، في حين لا زالت السلطة القضائية ضعيفة، وبحاجة إلى تعزيز قوتها، وإخراجها من دائرة التنافرات الحزبية. ورأى الصالحي أن السلطة التنفيذية تعاني من إشكالية في طبيعة مكوناتها بسبب النظام المختلف، الذي يؤدي حسب رأيه إلى الفشل وعدم التطوير. ووفقا للصالحي فإن من أهم ثمار الانتخابات الأخيرة هو نجاحها في إيجاد توجه باندماج الإسلام السياسي في النظام السياسي الفلسطيني والسلطة الفلسطينية ودخول المنظمة "برضاها وليس رغما عنها". الندوة حظيت بحضور كبير (الجزيرة نت) معالجة الانقسام من جانبه رأى عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم في كلمته أن مستقبل النظام السياسي الفلسطيني قائم على عاملين، الأول يتعلق بمسار ونتائج العملية التفاوضية مع إسرائيل، والثاني كيفية معالجة الانقسام الداخلي، "الذي تحول إلى حالة انفصال تتطور تدريجيا لتكوين نظامين مختلفين في الضفة الغربية وقطاع غزة". وعبر عبد الكريم عن اقتناعه بأن العملية التفاوضية لن تؤدي إلى نتائج في الأفق القريب، وأنها لا تزال تدور في حلقة مفرغة، لأن الإسرائيليين غير ناضجين للوصول إلى تسوية تضمن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، على حد قوله. ومضى يؤكد أنه في حالة استمرار هذه العوامل، فإن ذلك سيؤدي إلى إضعاف النظام السياسي الفلسطيني القائم، كما أنها تهدد المشروع الوطني الفلسطيني، ولن تتمكن المقاومة من شق طريقها، كما أن العملية السياسية لن توصل إلى نتائج ملموسة، وبالتالي سينتهي النظام السياسي الفلسطيني إلى الأبد على حد تعبيره. انعدام الأمل وبدوره لم يبد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية المحامي غسان الشكعة، تفاؤلا بإمكانية حل الأزمة الحالية بين فتح وحماس، ورأى أنه من مصلحة إسرائيل أن تتمسك حماس بقطاع غزة، وأن ترفض كل المبادرات لحل الأزمة بين الحركتين. وأضاف أنه للخروج من الأزمة الحالية ينبغي إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، "يكون المواطن هو الفيصل فيها بين الطرفين". وفيما يتعلق بالمفاوضات مع الإسرائيليين أكد الشكعة أنه لا توجد مفاوضات حقيقية مع إسرائيل، وأن كل ما يجري ليس أكثر من "جس نبض" الطرفين على قضايا كثيرة تتعلق بالوضع النهائي، وأضاف "هناك بارقة أمل، ونحن نسعى إلى الوصول إليها، ما لم تحدث مفاجآت غير متوقعة، فالحل مع الإسرائيليين ليس سهلا".