اعتمدت وزارة التربية والتعليم خطة دراسية لتنفيذ مشروع شامل لتطوير مناهج المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في مواد التربية الإسلامية واللغة العربية والمواد الاجتماعية إضافة إلى بعض المواد ذات الصبغة المهارية العام الدراسي المقبل 1431-1432. وحسب صحيفة "الوطن" السعودية فإن هذه الخطوة تأتى تزامناً مع تطبيق "التربية" الحلقة الأولى من المشروع الشامل لتطوير المناهج على جميع المدارس في المملكة، بعد تطبيق مشروع تطوير مادتي العلوم والرياضيات للصفوف الأول والرابع الابتدائي والأول المتوسط. ومن ملامح تلك الخطة الجديدة للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، اعتماد تدريس منهج الحاسب الآلي لطلاب صفوف المرحلة المتوسطة، وإدراج مادة الحديث للصف الرابع الابتدائي تحت مسمى "الحديث والسيرة" وكذلك دمج مادتي التربية الوطنية والتاريخ والجغرافيا في مادة واحدة تحت مسمى "التربية الاجتماعية والوطنية"، إضافة إلى دمج مواد اللغة العربية منها "القواعد والإملاء والقراءة والتعبير والخط" في مادة واحدة جديدة تحت مسمى "مهارات اللغة العربية"، ودمج مادتي الفقه والسلوك في مادة واحدة تحت مسمى" الفقه والسلوك". من جانبه، أوضح وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير المدير التنفيذي لمشروع العلوم والرياضيات الدكتور نايف بن هشال الرومي في بيان صحفي أمس، أن منظومة تطوير المناهج في وزارة التربية ترتكز على ثلاثة مشاريع هامة، تسعى الوزارة إلى تعميمها قريبا في المملكة، متمثلة في مشروع التعليم الثانوي "نظام المقرات" ، الذي بدأ التطبيق منذ ثلاث سنوات والمشروع الشامل للمناهج والذي سيبدأ السنة القادمة , ومشروع الرياضيات والعلوم الذي بدأ في التطبيق هذا العام ،مشيراً إلى أنه تم اختيار سلسلة " ماك قروهل " من بين 6 سلاسل وفق دراسات دقيقة من خبراء في الجامعات و المختصين والمشرفين في المملكة لتطوير الرياضيات العلوم . وقال إن مشروع الرياضيات والعلوم يعد نقلة نوعية في عملية التعليم والتعلم لمادتي العلوم والرياضيات في مدارسنا، لاسيما أنه اختير من أكبر بيت للخبرة في تطوير المناهج التعليمية في العالم وصبغ بتوجهات التربية ومواءمة البيئة الثقافية في المملكة، وبذلك يكون المشروع قد جمع بين المحافظة والرؤى المستقبلية للتعليم في بلادنا وهذا كفيل بالنجاح ،لافتاً إلى أن ماحصل عليه الطلاب في سلسلة السباقات العالمية في هاتين المادتين في الفترة السابقة لم يكن في مستوى طموحات القائمين على وزارة التربية . ونوه الرومي إلى أن المشرفين على المشروع نالوا قسطا كبيرا من التدريب باعتبارهم ناقلي الخبرة إلى زملائهم المعلمين ، مشيرا إلى ضرورة الاستمرار والمتابعة في التدريب حتى نضمن حصول المعلم على جرعات تدريب كافية كونه النقطة النهائية في إيصال منتجات المشروع إلى المستهدفين . في ذات السياق.. كشف أمين عام المشروع الدكتور محمد العسيري أن هناك مكتسبات مطمئنة ظهرت على سلوك المتعلمين في مدارس المشروع في الوقت الحالي والتي تحظى باهتمام كبير من معلمي تطوير لمطابقتها للأهداف المرسومة لهذا المشروع ، مشيرا إلى أن الطلاب أصبحوا يعملون على بعض المسائل المقررة في المحتوى ويستخدمون الحاسب الآلي ومعامل الحاسب ، إضافة إلى مهارة الحوار والنقاش وقبول الطرف الآخر وغيرها من المهارات التي اكتسبوها نتيجة لتعاملهم مع عدد من الأشياء المتنوعة داخل الفصل التعليمي . وحول آلية التطبيق الجزئي للمشروع، أوضح عسيري أن المشروع بدأ في التطبيق الجزئي في 110 مدارس للبنين والبنات في جميع أنحاء المملكة من خلال 16 إدارة عامة للتربية والتعليم في ثلاث حلقات كخطوة استباقية لضمان وجود المنتجات قبل التعميم بعام كامل حتى نضمن أن المنتج الذي بين أيدينا قد درس في تلك المدارس على فئة محددة. ونفى العسيري أن يكون مشروع تطوير الرياضيات والعلوم جاء كردة فعل لتعثر طلابنا فى مسابقات دولية في المادتين مشيرا إلى أن فكرة المشروع نبعت من طموح القيادة لتطوير التعليم في المملكة وفق ما يقتضيه العصر الحالي ،أما مسألة الفوز والإخفاق في الاختيارات الدولية فتخضع لمتغيرات كثيرة ومتعددة . وحول صحة عتذار بعض المعلمين في مدارس المشروع من تدريس المناهج الجديدة، أشار العسيري إلى أننا لا نستطيع أن نصدر حكما محددا فأكثر معلمي ومعلمات المشروع كانوا مبدعين وبعضهم الآخر كان يحتاج تطويرا مهنيا مكثفا والوزارة حرصت على تأهيل المعلمين والمعلمات بما يتفق وفلسفة المشروع التي تجعل المتعلم هو مركز العمل،منوهاً إلى أن الوزارة تعمل على تكثيف تدريب المعلمين والمعلمات. وقال " لكننا وجدنا من الصعب أن ندرب جميع المعلمين والمعلمات في جميع أنحاء المملكة في وقت واحد ؛ مما جعلنا نعقد ورشا تدريبية لمشرفي ومشرفات الوزارة ومن ثم يتم نقل تلك الخبرات إلى معلمي ومعلمات مدارس المشروع ".