منذ أن أقام مؤسس الكيان الكبير جلالة الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه والدعوة السلفية تلقى من الاهتمام بالنشر والدعوة الشيء الكثير. وقد صدر لأخي الكريم فضيلة الدكتور محمد بن سعد الشويعر كتاب عنوانه: « عالمية الدعوة السلفية ودور الملك عبد العزيز فيها» . وفي المقدمة التي كتبها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء يقول سماحته : لقد كان أهل الجزيرة العربية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يعيشون في شقاء الشرك والكفر، والذل والفقر، والانحطاط والشتات. فلما أراد الله لهم السعادة بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم فدعاهم إلى توحيد الله الرحمن الرحيم، وأرشدهم إلى سلوك الصراط المستقيم، فتوحدت كلمتهم وقويت شوكتهم، وعز سلطانهم، وخضعت لهم الأمم، ذلك لأنهم اتبعوا كتاب الله وسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. وبعدما انقضت القرون المفضلة كثرت البدع والخرافات، وتعظيم الأوثان والقبور، فمن الله بحكمته ورحمته على الناس بأئمة هدى يدعونهم إلى الصراط المستقيم، ويرشدونهم إلى الطريق القويم. وكان من جملة هؤلاء الأئمة الأعلام، الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فجدد ما اندرس من معالم الدين، وأحيا سنة إمام المتقين، فدعا من ضل إلى الهدى، وصبر منهم على الأذى، وكانت دعوته إلى تجريد التوحيد، وإخلاص العبادة لله العزيز الحميد، ونبذ البدع والخرافات، ومحاربة المعاصي والشبهات. وأيده وناصره على ذلك الإمام محمد بن سعود رحمه الله رحمة واسعة، فسخر للدعوة قلمه ولسانه وسيفه وسنانه وأولاده وعشيرته، فقام ذلك الإمام والبطل الهمام بدور عظيم في مناصرة الدعوة، وإعلان الحرب على كل من وقف في طريقها. ومازال الحكام من أسرة (آل سعود) المباركة منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا يولون هذه الدعوة عناية عظيمة، ومن أعظم من ناصر الدعوة السلفية، ودافع عنها ونافح جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، رحمه الله رحمة واسعة، الذي جاهد في الله حق جهاده، وكان له الأثر العظيم في بقاء هذه الدولة على توحيد رب العالمين، واتباع سنة خير المرسلين صلى الله عليه وسلم. وإن مما يثلج الصدر ويفرح القلب أن نجد من أبناء وطننا المبارك من يهتم بالدعوة السلفية ورجالها، فيؤلف فيها المؤلفات ويسطر المقالات، ولقد كان لمعالي الدكتور محمد بن سعد الشويعر حفظه الله، مساهمة ملموسة في هذا المجال، ومن أحسن ما جمع في هذا كتابه الموسوم ب (عالمية الدعوة السلفية ودور الملك عبد العزيز فيها). فأجاد وأفاد.. وإلى الغد لنقف مع محتوى هذا الكتاب القيم.