لا شك أن الأم هي اقرب الناس إلى قلوب اطفالها، كما أن وجودها بينهم وعطفها عليهم ينعكس على سلوكهم وحياتهم فيما بعد.. فهل هناك دليل على تأثير الأم على صغارها من عالم الحيوان؟! تدل إحدى الدراسات الجديدة على ان اهتمام الأم بأطفالها يؤثر مستقبلاً على سرعة إزالة الضغوط الجسدية والنفسية التي يواجهها الطفل عند التقدم في العمر. فقد أثبتت التجارب التي اجراها عدد من العلماء على 100 فأر، على أن الفئران التي تلعقها أمهاتها يعتريها قلق وخوف أقل بكثير من تلك التي تتركها أمهاتها من دون عناية. وقد وجد العلماء أن لعاب الفأرة الأم يؤدي إلى تنشيط أحد الجينات في دماغ الفأر الصغير، وهو الجين الذي يساعد على تهدئة الصغير في حالات القلق والحزن، ومع ذلك فلم يوضح العلماء اذا كان بالإمكان تطبيق هذه النتائج على الإنسان. ويقول الدكتور ما يكل ميني، أستاذ الطب في جامعة ما جيل في مونتريال بكندا: "إن جميع النتائج التي حققناها جيدة جداً حتى الآن، إلا أننا قلقون حول ما إذا كان بالإمكان تطبيق هذه النتائج على الإنسان كذلك". ويوضح الدكتور مايكل ميني مغزى هذه التجارب بقوله: "جميع الأمهات تعتني بصغارها، غير أن هناك أمهات تعطي عناية أكبر من غيرها، وبالتالي يكون صغارها أقل عرضة للخوف والقلق من غيرهم، فهم ينتجون كميات أقل من الهرمونات المسببة للخرف والقلق، كما أن القلب ينبض بشكل طبيعي في حالات الخوف تلك". ومن أجل التأكد من صحة هذه النتائج قام العلماء بالتبديل بين الفئران الصغيرة والأمهات، بحيث اصبحت الفئران تحت رعاية أقل، وقد حصل العلماء على نفس النتائج في النهاية. ان هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في اختبار العلاقة الدقيقة ما بين الأم واطفالها، كما انها التجربة الأولى التي توضح تماماً ما يحصل داخل الدماغ عندما تلامس الأم اطفالها بحنان، وهي تدل فعلاً على مدى تأثير الأم نفسياً على اطفالها في الحاضر والمستقبل. وما اجمل ما قاله الشاعر الكبير حافظ ابراهيم: الأم مدرسة إذا أعددتها=أعددت شعباً طيب الأعراق وليس هناك في هذا العالم وسادة أنعم وأكرم من حضن الأم، فهي الحضن الدافىء، والقلب الحنون لأطفالها..