ظلموا الأهلي مرتين قبل مباراته المصيرية أمام أولسان الكوري ظهر غد في نهائي دوري أبطال آسيا، الأولى عندما غيب الاتحاد القاري مبدأ تكافؤ الفرص وأقام المباراة الختامية على أرض أحد المتأهلين على حساب الفريق الآخر، والثانية حين اختفت بيانات التأييد والمساندة من الأندية السعودية وفي مقدمتها بيان الاتحاد لسفير الوطن. سيقول قائل إن الاتحاد الآسيوي حدد مكان المباراة النهائية قبل وقت طويل من تأهل الفريقين للنهائي.. لكن كرة القدم ليست قوانين محفوظة وقوالب جامدة، ولابد أن تكون هناك قرارات تواكب المعطيات الجديدة.. وكان من العدل أن تقام المباراة في بلد محايد.. أو بنظام الذهاب والإياب كما يحدث في قارة إفريقيا مثلاً.. بحيث يلعب الأهلي في جدة أولاً.. وتبقى الأفضلية للكوريين في إقامة مراسم تسليم الكأس على أرضهم. وظلم الأهلي للمرة الثانية من ذوي القربى.. حيث لم نشهد هذه المرة بيانات الحشد والتأييد التي اعتدنا عليها في مثل هذه المناسبات الكبيرة من مختلف الأندية لممثل المملكة.. فكم كنت أتمنى أن يخرج بيان من نادي الاتحاد على وجه الخصوص يعلن فيه وقوفه الكامل خلف الأهلي في المباراة النهائية.. ليقفز فوق كل الأحداث التي شهدتها مباراة الدور نصف النهائي، ويبرهن على أن خلافات كرة القدم لا تتجاوز البساط الأخضر. سيظهر من يقول إنها مثالية (مصطنعة) وأن الاحتقان الجماهيري الذي فجرته ركلات أقدام إبراهيم هزازي ومنصور الحربي لا يمكن محوها ب(بيان).. لكن هذا منطق من ينظر تحت قدميه، وكرة القدم في شتى أنحاء المعمورة تشهد أحداثا مماثلة، لكن يظهر في النهاية الكبار والعقلاء الذين يحولون نيران التعصب إلى ابتسامات متبادلة (حتى لو كانت دبلوماسية)! لن أضيف جديداً إذا قلت إننا جميعاً كعرب سنكون كلنا (أهلي) وسنشجع بحماس هذا الفريق الذي يملك حلماً مشروعاً بالتأهل إلى كأس العالم للأندية الشهر المقبل في اليابان.. ونأمل أن يزيد عدد ممثلينا إلى فريقين، بعد أن بات من المؤكد أن يكون ممثل القارة الإفريقية عربياً (الأهلي المصري أو الترجي التونسي). اللافت أن الأهلاويين لم يتبرموا أو يتحدث أحدهم عن الظلم الذي تعرض له فريقهم.. وهذا نوع آخر من (الرقي) يستحق عليه هذا الفريق كل تقديم واحترام.