إن الله تعالى فطر الإنسان على حب المال , و لو كان له واديان من ذهب لتمنى ثالثا , ولا يملأ جوف ابن آد م إلا التراب , قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ) متفق عليه , و يسعى الإنسان جاهدا إلى جمع الكنوز ومتابعة أرصدته في البنوك باستمرار , ويحرص على زيادتها , وإذا نقص منها القليل تأثر , وأخذ يقلب سجلاته , ويراجع حساباته , علما بأنها كنوز فانية قد تنفع أصحابها في الدنيا , وقد تجر عليهم الحسرات -لا قدر الله- وإن الكنوز الحقيقية , والرصيد الباقي هو الذي ينفقه المسلم المتبصر بدينه ودنياه , وآخرته في سبيل الخير كصلة الأرحام أو مساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين , أو رعاية الأيتام أو غيرها من أبواب الخير الواسعة , فتكون له رصيدا باقيا يوم القيامة. ويزيد رصيده بالعبادات الفعلية والقولية التي يسرها الدين كالواجبات أو الأذكار كالتسبيح والتهليل والتكبير أو الاستغفار والتحميد وتلاوة القرآن ، قال صلى الله عليه وسلم : (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) رواه مسلم , و قال صلى الله عليه و سلم : (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ، وان كانت مثل زبد البحر) متفق عليه , و قال صلى الله عليه وسلم : (لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة) رواه مسلم , وقال صلى الله عليه و سلم : (اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) رواه مسلم , وقال صلى الله عليه و سلم : (من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه) متفق عليه , وقال صلى الله عليه وسلم : (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح) متفق عليه , وقال صلى الله عليه وسلم : (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) رواه البخاري , وقال صلى الله عليه وسلم : (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله) ، رواه مسلم , وقال صلى الله عليه وسلم : (من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا) رواه مسلم ، وهذا غيض من فيض , فاغتنم أخي المسلم الخيرات.