لم أصدق عيني وأنا اقرأ مندهشا قرار لجنة الانضباط تجاه السيد جمال تونسي ، ذلك أن القرار كان متشنجا ، وموجها تجاه المسؤول الخطأ ، الذي لا تنطبق عليه اللائحة لا من قريب ولا من بعيد ، ومن أصدر القرار أشبه بمسؤول غضب على موظف لديه وقرر المعاقبة بالفصل ، فأصدر قرارا بفصل آخر في جهة أخرى ليس له سلطة عليها ولا عليه أبد لا بالعقل ولا بالخيال. أنا لا أقول أن السيد التونسي ليس له أخطاء أو زلات ، لكني أدافع عن خطأ تم اقترافه ضده وضد مجتمع كامل ، ولا أدافع عنه ، بل عن مجتمع وعدالة وقانون ولوائح ، ومن منطلق الحديث النبوي (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) ، وأريد أن أؤكد أن عدالتنا لم تكن بحاجه إلى هذا الخطأ الجسيم ، وهذا الحادث الشنيع الذي أظهر أن القانون قد لوي عنقه حتى أصابه في فعل شنيع لا أعلم كيف سينجو منه؟ ، ولا أعلم كيف سنثق بعد ذلك في أي قرار يتخذ من أي لجنه رياضية إذا لم ينصف الاستئناف المبدأ والحق والعدالة؟ ، إني كنت سأقبل جدا ولن أعلق لو أن الجهة المختصة قد رفعت قرارها ، وهذا حق لها إلى لجنة المخالفات الإعلامية في وزارة الإعلام بصفتها جهة الاختصاص ، ولأسباب عديدة كان يجب رفعها إليها من أهمها أن السيد التونسي ليس رئيس نادٍ ولا عضو ولا إداري ولا فني وليس من الجمهور ولم يعد له علاقة بالنادي ولا عضو شرف ، كما نصت اللائحة التي اعتمدوا عليها ، وفي المواد التي أشاروا لها ، ولذا يكون الحديث التلفزيوني في أسوأ ظروفه يستحق الذهاب به إلى وزارة الإعلام لا أكثر ، وهناك ليكن القرار ما يكون حتى لو بالإدانة إذا كان مستحقا لها. إني أعجب من الذين صاغوا القرار ووقعوا عليه ، كيف افترضوا أن العالم ليس مفتوحا ، وأن المجتمع كله لا يملك اللوائح ، وإنها ليست على مواقع التواصل الاجتماعي ، وكيف وقعوه واطمأن وجدانهم أن هذا طريق العدالة الأمثل؟ وأني ظللت أتسأل كيف سمحت هذه اللجنة لنفسها ، أن تبني قرارها الموسم الماضي على الشكوك والظنون والخبرة وترفض ، أن يتحدث السيد التونسي هذا الموسم بخبرته وشكوكه وتعاقبه على ذلك وكالت في نفس الأمر بمكيالين؟ إني الآن لا أعزي المجتمع الرياضي كله ونفسي إلا بالأمل أن تستطيع لجنة الاستئناف أن تعيد العدالة والثقة فيها إلى نصابها ، والأمل الأكبر بعد الله في صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب ، الذي آمل أن يوجه من يثق فيه أن يسأل سؤالا واحدا لمن وقع على القرار بأي صفه تم توجيه القرار والتهم والعقوبات إلى التونسي؟ وهل تنطبق عليه اللائحة؟ لأن القاضي لا يحكم بعلمه ولا بظنونه وإنما بموجب نص صريح ، وأن السؤال الآخر ما ذنب نادي الوحدة أن يتحمل وزر خطأ اللجنة وعقوبة رجل ليس له علاقة بها إلا المعروف والإحسان والدعم سابقا ، وما هي المادة القانونية التي تقول إذا عوقب شخص ليس له علاقة بالنادي ترتد العقوبة على المنشأة؟ إن الذي حدث خطأ مقصود في التكييف والفعل ، لأن من وقع عليه أكثر من عضو وليس واحد ، إنها أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات أكثر وأكثر وأكثر والله المستعان. تكريم مستحق جاء نبأ تكريم سمو الأمير عبدالله الفيصل مؤسس الرياضة الرسمية السعودية من الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء كأهم شخصية مؤثرة في صناعة التاريخ الرياضي في المملكة والمنطقة العربية والآسيوية ، مفرحا وله دلالاته التاريخية والمعنوية ، وهو لفتة وفاء وحب وموقف يستحق الوقوف أمامه من المكرم تجاه المكرم ، وما هذا التكريم إلا رمز لاستذكار ما كان منه غفر الله له من صناعة لتاريخ رياضي حضاري سعودي جديد لنا.