وقف رئيس وأعضاء المجلس البلدي في بريدة الأسبوع الماضي على إحدى الاستراحات التي حوَّلها صاحبها إلى مكان لفرز وتدوير النفايات طيلة سبع سنوات متواصلة ، وذلك بالتعاون مع إحدى الجمعيات الخيرية ، وانتقد رئيس المجلس البلدي الدكتور حمد الغنيم ما قام به المواطن ، موضحاً أن مثل هذا النشاط يحتاج إلى ترخيص ، كما أن النفايات تحتاج إلى (مطامر) خاصة وفق أحدث المواصفات والمعايير البيئية الآمنة!! الدكتور حمد الغنيم يتحدث عن (مطامر) خاصة واشتراطات صحية مصاحبة للبيئة وتراخيص من الجهات ذات العلاقة ، ويا ليت الدكتور حمد يعلم أن غالبية الأمانات والبلديات تتخلص من النفايات برميها في أطراف المدن والمحافظات ، ثم تلقي عليها عود ثقاب!! دون النظر في عواقب تأثيرها في البيئة!! المواطن صاحب الاستراحة جعل من النفايات مصدراً للربح ، سواء لمصلحته أو لمصلحة الجمعية الخيرية التي يتعاون معها ، وبغض النظر عن المخالفة التي ارتكبها كونه لم يحصل على ترخيص إلا أن ما قام به يجعلنا نعيد التفكير في طرق التخلص من النفايات بطريقة مربحة وغير مضرة بالبيئة!! في الدول الأوروبية تُعطَى دورات مبسطة ومجانية داخل المنازل لتعريف السكان بكيفية فرز النفايات عن بعضها بعضاً داخل المنزل ، قبل أن تستلمها شركات تدوير النفايات!! وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمامهم ببيئتهم!! في حين أن إهمالنا بيئتنا كان من آثاره على سبيل المثال أن عدد المصابين بالربو في السعودية تجاوز المليونين ، وبحسب استشاري الأمراض الصدرية في كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي الدكتور محمد الحجاج فإن السبب الأول في ذلك يعود إلى التلوث البيئي ، الذي من ضمنه حرق النفايات ، ويأتي بعده في التأثير الغبار والعواصف!! (زبدة الهرج) : لماذا لا تُسلَّم مسؤولية مرامي النفايات إلى شركات متخصصة في تدوير النفايات ، والاستفادة منها ، وليس التخلص منها فقط ، بدلاً من تركها تلوِّث الهواء والتربة والمياه الجوفية؟!! أليس ذلك ممكناً يا وزارة الشؤون البلدية والقروية؟!!