في شهر رمضان الفائت صدر أمرا ملكي بتعيين الأمير مشاري بن سعود أميرا لمنطقة الباحة واعفاء الأمير محمد بن سعود من منصبة بناء على طلبة لظروفه الصحية ، فبدأت الأماني تظهر على السطح وبدأ الناس يتحدثون عن أوجه النقص في الخدمات لكن لن ينكر ما قدمه الأمير محمد خلال ربع قرن قضاها في منطقة الباحة إلا جاحد ويكفيه حسن تعامله وصفاء نيته وتقديره واحترامه لكبار السن في المنطقة وانجازاته بداً من جامعة الباحة إلى شبكة الطرق إلى الإسكان الخيري إلى وضع اللبنة الأساسية للتنمية السياحة كانت وستظل شاهدا على ماقدمه سموه خلال ربع قرن. لكن أبناء المنطقة يتطلعون إلى المزيد فهاجس البحث عن ماء وخاصة في فصل الصيف يظل هاجساً مقلقاً للأهالي وغياب بعض الخدمات من مستشفيات تخصصية متقدمة ومشروعات تنموية ووظائف تحتضن شباب المنطقة الذين يهاجرون هجرة عكسية للمناطق الأخرى تظل عائقاً أمام تطوير المنطقة , فعقول أبنائها وقدراتهم معطلة داخل المنطقة والسبب احتكار بعض الأشخاص للأنشطة العامة بداً من جمعية الثقافة والفنون مروراً بلجان التنمية الاجتماعية حتى وصل الأمر إلى احتكار الوظائف العامة في الإدارات لأشخاص معينين ولقرابتهم. إن منطقة الباحة مثلها مثل بقية المناطق تحلم بالتنمية المستدامة وتحلم بالريادة فمنطقة الباحة تتميز بموقع يؤهلها بان تكون منطقة جذب سياحي ليس في فترة الصيف فقط بل حتى في فترة الشتاء والخريف ، فقمة السراة وسهول تهامة بكر لم تجد من يستغل بكارتها في تنمية المنطقة وتحويل أهلها إلى منتجين مساهمين في الحركة التنموية. وليس ذلك فحسب بل أنها منطقة زراعية لم تستغل لسد حاجات السوق المحلية من الخضروات والفواكه بل تعتمد في الغالب على منتجات مدن مجاورة لها ، وللآثار المندثرة الغائبة عن خارطة الآثار الوطنية نصيب من النسيان فمقابر الزينات التاريخية الواقعة في محافظة بلجرشي والقلوع والحصون التي يمتد عمرها لأكثر من 600 عام والأسواق الشعبية التاريخية لم تشفع لها في أن تصبح ضمن خطط الآثار الوطنية ولم تسلم من الاندثار والضياع نتيجة عدم المحافظة عليها من قبل الجهات الرسمية. منطقة الباحة تتطلع إلى أميرها الجديد ويملؤها التفاؤل فهي علقت عليه الآمال ليقضي بحزمة وعزمه على مشاكلها وهمومها التي لا تنفك عن مطاردتها بين حين وأخر ، إذا أرادت الباحة أن تعانق السحاب وتلبس أبهى حلل لا بد من تغير مناهج العمل وأفكار العاملين وتبصيرهم بان المنطقة ومقوماتها وإداراتها ليست ملك لأشخاص دون غيرهم بدءاً من مجلس المنطقة الذي يقرر خطط التنمية ويدرس الاحتياجات إلى أعلى هرم بالمنطقة فهي ملك للأكفاء والأجدر بالعمل وهذا هوطموح اميرا لمنطقة مشاري بن سعود ، لكننا ندرك مهام ومسؤوليات وصلاحيات أمراء المناطق التي حددها نظام المناطق والذي نظم وقرر مسؤوليات الحاكم الإداري وعلاقته بالأجهزة الأخرى العاملة بالمنطقة فالعمل تكاملي مرتبط بعضه ببعض ، والدور اكبر من كلمات تقال أو هموم تطرح أو طلبات تطلب. مشاري بن سعود علقت عليه الآمال والطموحات وهو أهل لتحقيق ما يصبو إليه أبناء المنطقة إذا وجد بطانة صالحة تعينه على ذلك وتنقل له حقيقة الواقع دون تغيير أو تزييف. اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى ....