خسر الأهلي أمام لخويا المزيج من عناصر كروية مستقطبة خارج النطاق المحلي لكنه كسب الإعجاب وكاد أن يظفر بالنقاط الثلاث أو على الأقل التعادل لو وفق فيكتور سيموس وعماد الحوسني وتيسير الجاسم في استثمار الفرص التي سنحت أمام المرمى .. ولا زال المشوار طويلاً وهناك مقعدان سانحان للتأهل بشرط التركيز في الخطوات المقبلة بهدوء تام وبروية ودراسة للخصم ، ومن شاهد لقاء الأهلي أمام لخويا القطري عبر شاشات التلفزة أدرك حقيقتين هامتين الأولى أن الجماهير الأهلاوية العاشقة أشعرت فريقها وكأنه هو الذي يلعب في ملعبه والفريق القطري هو الضيف بحضورها الكثيف وأهازيجها الظاهرة ونشيدها الرسمي ودعم ذلك التميز خطوة المشجع الأهلاوي بدر عدني بقطع المسافة بين جدة والدوحة على متن دراجة هوائية كما جاء على لسان معلق القناة الرياضية السعودية جعفر الصليح أما الحقيقة الثانية والتي أتمنى أن تدوم هو أن لاعبي الأهلي باتوا يؤدون مبارياتهم بثقة عالية واعتداد بإمكانياتهم لذا فهم يخرجون راضين عما قدموا أيًا كان نتاج المباراة لكون نتائج كرة القدم في نهاية الأمر هي توفيق وحظ مع بذل مقومات التفوق داخل الميدان ومن جماليات كرة القدم أو من مكامن إثارتها تعثر من يستحق الفوز وعودة من لا يستحق في كثير من المباريات المشهودة .. انطلاقة المشوار الآسيوي الطويل والمثير جاءت متزامنة مع بطولة الدوري التي حققها أولمبي الأهلي قبل نهايتها بثلاث جولات بالفوز على الشباب في ملعب (النافورة) نسبةً لتشغيل نوافير المياه أثناء فرحة الأهلاويين ، وأرجو أن يفسرها الأهلاويون ببراءة تامة مثلي وهي أن من أقدموا على تلك الخطوة كانوا يغسلون وجوههم حياءً في حضور الملكي ، وأن شلالات الذهب الأهلاوي هي التي غمرت الملعب وليس نوافير المياه وجعلت أفراح الجماهير الأهلاوية تتجاوز مقر ناديها لمقرات الأندية الأخرى بحضارية ورقي ، لقد جادت بطولة دوري كأس الأمير فيصل بن فهد التي حققها الأهلي بالعديد من المبشرات وعلامات التفاؤل للأهلاويين فيما يتعلق بمستقبل كرتهم وهي أن الأهلي يملك عناصر واعدة ستخدم ناديها لسنوات طويلة وقد توقعت العام الماضي أن يكون الأهلي هو بطل مسابقة هذا العام لكون العناصر التي شاركت في البطولة العام الماضي اكتسبت الانسجام وتواجدت مع الفريق وكان لذلك العنصر الإيجابي الدور الأكبر في تحقيق البطولة وأجزم بأن جيلاً آخر سيحل أو سيشارك بعض عناصر المجموعة الحالية الموسم المقبل وهذا مكسب آخر ، واللافت أيضًا هو أن المجموعة التي خاضت ذلك الموسم الطويل اعتادت على ثقافة النفس الطويل وزيادة مخزون النقاط وهو ما سينعكس إيجابًا على أداء تلك المجموعة مستقبلاً ، كما جاءت هذه البطولة لتعطي دلالة على إيجابية التخطيط السليم ووجود الإمكانيات والمنشآت والكوادر الفنية والإدارية وهو إنصاف مباشر لبعد نظر الأمير خالد بن عبدالله وإنصاف مماثل لجهود الإدارة والإرادة .. لقد أعطت هذه البطولة مدلولاً مهمًا وهو أن الفريق الأول الذي ينافس على بطولة دوري المحترفين ودوري أبطال آسيا لديه دعامة قوية واحتياطيًا مثاليًا لعل الجهاز الفني يجد فيه ضالته للاستمرار في المنافسة الدائمة على الألقاب ومنح هذه العناصر الثقة وإبعادها عن الضغوط يجعلها تستطيع إخراج ما لديها من إمكانيات وفي ذلك خدمة ليس للأهلي فحسب بل حتى للكرة السعودية التي تحتاج للأهلي كما تحتاج لبقية الأندية كبيرها وصغيرها بالاهتمام بالفئات السنية..