لاعب يمتهن التلاعب بهيبة الأهلي ، وآخر يثير الزوابع ، فيما العقاب الذي يردع مثل تلك التصرفات مغيب ، وطالما أن العقاب الرادع بات على هوامش العزيز طارق كيال ومن هم معه في جهاز الكرة فالذي قد تنتجه المراحل المقبلة ربما يكون قاصمة لظهر هذا الأهلي الذي يمرض في العام الواحد ألف مرة ولا يجد وصفة الطبيب. الهزازي .. مالك .. ومن قبلهما وليد عبد ربه والثقفي أسماء رسمت لنا تصرفاتهم كامل الحقيقة عما يحدث داخل أروقة الأهلي من قصور إداري وتغييب للعقاب وبالتالي كل من يتساءل عن واقع الأهلي ونتائجه وبطولاته سيدرك حينها أن الخلل أولاً وعاشراً سيبقى معنياً بالجوانب الإدارية قبل أن يقتصر دوره على أولئك المدربين الذين توافدوا على سفير الوطن في عملية (تدوير) مملة ساهمت في أن يتكبد هذا النادي الكثير من الخسائر المالية قبل أن يخسر النتيجة والمستوى وفرصة الفوز بالبطولات. ها هو الموسم الرياضي أوشك على النهاية ولا أعلم بعد هل الإدارة الأهلاوية عاقدة العزم على أن تكون جادة في استيعاب كل تلك السلبيات والمشاكل الفردية التي يتناوب عليها (شلة الأنس) في الفريق أم أن آلية العمل القادم لن تختلف عن سابقاتها البحث عن المدربين والأجانب وعن وعود وتصريحات لا تتجاوز حدود الإعلام. هنا ولكي نصدق أنفسنا ونصدق أصحاب القرار في قلعة الكؤوس نقول إن معاناة الأهلي داخلية ، وهذه المعاناة التي عمقت الأحزان في قلوب وعقول الجماهير الأهلاوية يجب أن تبتر سريعاً حتى يضمن الأهلي الكبير مناخاً إيجابياً يتأهب من خلال أجوائه الصحية لموسم مقبل يكون فيه الفريق المختلف الذي يقارع على هرم الترتيب وعلى قمة البطولات. فمن هنا قد تتغير الصورة ، أما المكابرة على أخطاء الهزازي والمجاملة لمالك والصمت عن أي قصور فني فهذه المكابرة لن تبدل من الأمر شيئاً ، وسيبقى الفريق الأهلاوي مع الأمير فهد بن خالد ذات الفريق هيبة تاريخ وليس هيبة حاضر. نعم الأهلي يحتاج فنياً لمدرب ولعناصر تحل معضلة الدفاع وصناعة اللعب لكن وبرغم أهمية ذلك فالذي نحن مؤمنون بصحته أن الجانب المتعلق بثقافة اللاعب الأهلاوي وشجاعة الإداري وقوة القرار يعد الجانب المؤثر في معادلة أي تصحيح قادم يستهدف انتشال الفريق من الوهن السائد إلى منطق المنافسة الحقيقية. الأهلي منذ عقود اعتمد في منهجه العام على المثالية لكن كرة القدم وبالتحديد في هذا الزمن الذي نتعايش فيه تقول (المثالية) لا تجلب الانتصارات ولا تحقق البطولات ولا تصنع كل الفوارق كون هذه المثالية في مفهوم التعاطي مع لاعب كرة القدم تحتاج إلى عناصر أخرى مساندة منها على سبيل المثال العقاب والثواب ، العقاب لكل من يحاول أن يعبث في مهمته ، والثواب لمن يكون أهلاً لحمل مسؤولية هذه المهمة التي تعد اليوم وظيفة. بالتوفيق للأمير فهد بن خالد في مهمته المقبلة وبالتوفيق للأهلي وجمهوره ، هذا الجمهور الذي يجب أن يفرح ولو حتى ببطولة .. وسلامتكم.