** الأوجاع والفواجع تجعلنا نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله.. ونضيف : إنا لله وإنا إليه راجعون .. وعندما يستحيل علينا كبشر رد القضاء .. نوكل امرنا إلى الله سبحانه وتعالى.. وفي أحوال كثيرة .. يستطيع الإنسان تجنب أوجاع .. وفواجع القضاء .. اقلها تجنب التهلكة .. بالبعد عن مسبباتها .. كنتيجة، هل نقود أنفسنا .. نحو تهلكة عطش استنزاف المياه الجوفية وإهدارها؟! ** عندما نتحدث عن المياه تحت سطح الأرض .. لا نتحدث عن الغيب .. لا نتقول على الله .. هناك مؤشرات تدل على النتائج الحتمية .. إن الاستنتاج الذي يعتمد على معايير البحث العلمي يحدد التوقعات الصحيحة. ** لم يأمر (سبحانه) أن نعبث بمواردنا المائية .. أمرنا بالعمل .. والبعد عن التهلكة .. أيا كانت .. ولتحقيق الغايات .. لابد أن نأخذ بالأسباب .. ونحافظ على الأرض .. مع تجنب الرمي بأنفسنا في أحضان المهالك. ** الماء قصة تطول .. وكما يبدو من المسارات .. النهاية مفجعة .. نحن لا نتحدث فقط عن شهامة ونخوة وفزعة .. نتحدث عن العقل الرشيد الواعي .. يعي أبعاد وخطورة الوضع .. نتحدث عن التجاهل .. والتخريب المتعمد .. والفساد والإفساد .. في النهاية ، التهلكة التي لا نريدها. ** تحدثت في المقال السابق .. كمثال .. عن مصنع تمور وزارة الزراعة بالاحساء .. مصنع بمؤشرات مقلقة .. كأننا نغلف السم في ورق من ذهب .. نخدع أنفسنا .. نتجرعه مرتاحين .. أخص هذا المصنع لأنه حكومي. ** يدعي كاتبكم .. أن التمر عبارة عن ماء بكل ما تعنيه الكلمة .. يستنزفون المياه الجوفية لري النخيل .. إنتاجها يزيد عن احتياجاتنا المحلية .. أصبح التمر جزءا من تصدير المياه الجوفية .. وأداة لاستنزاف المياه وإهدارها. ** هل سألتم .. عن تكلفة كيلو التمر الواحد من المياه الجوفية؟!.. ابحثوا عن إجابة منطقية ترونها مقبولة. ** أصبح التمر يمثل تناقضات وزارة الزراعة .. تغلف المحذور في كلام معسول .. لنتقبله دون اعتراض .. انظروا ماذا يقولون عن مصنع التمور : (امتداداً للعطاء السخي .. من حكومة المملكة .. لقطاع الزراعة والمزارعين .. وتوفير أسس الدعم اللازم .. لتشجيع المزارعين .. على الاهتمام بزراعة النخيل .. وزيادة إنتاج التمور .. لما تمثله النخلة من مكانة خاصة .. لعموم مواطني المملكة .. فقد تمت الموافقة على أن يكون جزء .. من تبرع المملكة .. لبرنامج الغذاء العالمي .. عينياً على شكل تمور) .. كالعادة .. لم يدخل الماء في حساباتهم. ** شغلتهم المادة عن رؤية الحقيقة المؤلمة .. الناتجة عن استنزاف المياه الجوفية .. النتيجة النهائية هي الجفاف والفشل الزراعي. ** يحجبون الصور القاتمة .. لواقع استنزاف المياه الجوفية .. يمجدون للجميع .. زراعة خاسرة .. بكل المقاييس .. التباهي شعارهم. ** يقولون : (المصنع .. وساحة كبرى للتصنيع .. تحتوي على ستة خطوط .. لتنقية التمور وغسيلها .. تتفرع إلى (12) خطاً للتجفيف والوزن والتعبئة .. بالإضافة إلى وحدة أخرى لإنتاج العبوات الصغيرة المتفرغة من الهواء .. إلى جانب مكاتب للإدارة .. ومستودعين كبيرين .. سعتهما (9000) طن .. ومستودعات مساندة مبردة .. سعتها (5000) طن .. وثلاثة موازين للشاحنات المحملة بالتمور .. وكذلك عدد (22) غرفة تبخير .. طاقتها الاستيعابية (500) طن يومياً .. بالإضافة إلى ورش صيانة مختلفة .. ومسجد .. وغير ذلك من المرافق الهامة .. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع من التمور المعبأة نحو (30) طناً في الساعة) .. كالعادة .. لم يدخل الماء في حساباتهم. ** يواصلون شرح الأهداف : (تحسين أوضاع السوق المحلية للتمور .. بسحب جزء من الفائض من التمر .. تقديم هذه التمور ذات القيمة الغذائية .. كتبرعات حكومية .. مباشرة .. على بلدان وجهات محتاجة .. داخل وخارج المملكة .. الاستفادة داخلياً من القيمة النقدية .. التي كانت الدولة تدفعها لبرنامج الغذاء العالمي .. تعريف العالم الخارجي بإنتاج المملكة من التمور .. مما يساعد على إيجاد منافذ تسويقية خارجية لها .. إتاحة فرص العمل لتشغيل أعداد كبيرة من العمالة الوطنية في المصنع .. تشجيع الصناعات الوطنية .. حيث يتم تأمين جميع مستلزمات التعبئة من الإنتاج الوطني) .. وكالعادة .. لم يدخل الماء في حساباتهم. ** يوضحون لنا الكثير من المعلومات التي تحجب الرؤية الصحيحة لوضع المياه الجوفية .. أهداف وتبريرات تدين أكثر مما تبرر. ** أن يرسل التمر للخارج .. فهذا في غير صالح ترشيد واستغلال المياه الجوفية بطريقة مثالية .. نستنزف مياهنا الجوفية من اجل الآخرين .. هل هذا مقبول في ظل تلك التبريرات؟! ** بقي أن تعرفوا الفاجعة التي تتجاهلها البيانات .. إن كيلو التمر الواحد يستهلك كميات من المياه تعادل قيمتها حوالي (5000) ريال .. وذلك بسعر صناديق المياه على رفوف الدكاكين .. ويتضاعف المبلغ في بعض المواقع .. زراعة عشوائية تستنزف المياه .. هل لديكم تفسير علمي لما يجري؟!