احياناً يمر الإنسان بمواقف تكاد تقضي على ما تبقى من بصيص أمل في حسن الثقة ببعض مؤسسات الخدمات العامة، والتي تعتبر من البُنى التحتية، كشركة الكهرباء التي منحت من الدولة كل الدعم والتسهيلات، ومع ذلك لازال القصور يلاحق شركات الكهرباء في معظم مناطق المملكة ولا أدل على ذلك من تصريح الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف لوسائل الإعلام الذي وجه من خلاله تحذيراً لمسؤولي المياه والكهرباء بالمنطقة بأن تكرار مشكلة انقطاعات الماء والكهرباء سيجعله يقدم على قطع هاتين الخدمتين عن منازل المسؤولين ليشعروا بمعاناة المواطنين. وأكد سموه ضرورة إيجاد حل جذري لمشكلة انقطاعات المياه والكهرباء في بعض مدن المنطقة. وقال سموه إن ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة في فصل الصيف الحالي وتزامنها مع حلول شهر رمضان المبارك يتطلب إيجاد حلول سريعة وجذرية لانقطاع المياه والكهرباء عن المواطنين، مبرزاً حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على إيصال الخدمات الأساسية للمواطن .. هذا التحذير لاشك لم يلد من فراغ بل بعد صبر وطول بال، ولعله ذكرني بحدث لا يفرق بينه وبين تصريح سمو أمير الجوف سوى أيام.. المدينةجدة حي البوادي (جامع الحجاز) الوقت صلاة الجمعة 3/ 9/ 1431ه توافد المصلون كالعادة إلى مسجد الحي لأداء أول صلاة جمعة في شهر رمضان. الجميع تفاجأ بإنارة خفيفة ومكيفات صامته، مرت تقريبا ساعة كنت شخصيا شاهد أحداثها،ولا جديد اللهم حر شديد وتذمر المصلين وإمام المسجد ومساعدوه بين خارج وداخل يتصلون بطوارئ شركة الكهرباء، ولكن يظهر لا تجاوب فعلي على الأرض، إمام المسجد يصعد المنبر ويشير للمؤذن بالتريث ريثما يقدم اعتذاره للمصلين ويوضح لهم أنه يتصلون بشركة الكهرباء منذ ساعات لكن لا نتيجة تذكر (و لا حول و لا قوة إلا بالله) ثم أعطى الإشارة للمؤذن برفع أذان الخطبة وكنت أتمنى على الإمام الخطيب أن راعى الظروف وأقتصر في الخطبة التي يظهر أنها كانت مكتوبة وصعب عليه جزاه الله خيرا ذلك انتهى الإمام من الخطبة والصلاة ووجدها فرصة تدل على فطنته، وأحب أن يقارن بين ما يعيشه هذه اللحظات المصلون وجهنم حمانا الله منها، ويؤكد أنه لا وجه للمقارنة، وعلينا أن نستدرك من هذا الموقف ما يقينا شر جهنم، وذلك بالعمل الصالح الذي يجعلنا أهلا لرحمة الله التي وسعت كل شيء فعلا هو موقف قد ننساه بمرور الساعات ونسأل الله أن يحفظنا بحفظه، ولكن من الحدث نتساءل، لماذا صمت شركة الكهرباء وعدم تجاوبها لساعات، في واجب جماعي فيه تأدية عمل وعبادة، أم أن المساجد عند شركة الكهرباء مغيبة من قائمة اهتماماتها. مسجد يتسع لأكثر من خمسمائة مصلٍ وفي ذروة فصل الصيف ولا تتجاوب طوارئ شركة الكهرباء مع استغاثة الإمام، ماذا يعني يا ترى..؟ أليس عدم مبالاة من جهة ومن جهة أخرى غياب المحاسبة والمتابعة؟!. أنا شخصيا تواجدت بالمسجد الساعة 11،30 وخرجت الواحدة يعني ساعة ونصف ولم يتجاوب احد رغم أنني لا أعلم متى انقطع التيار ربما يكون من وقت مبكر، لنفرض أن الأمر حدث لمستشفى خصوصا أن معظم مستشفيات جدة لا تؤمن مولدات احتياطية، متى تتجاوب طوارئ شركة الكهرباء؟ أتمنى من خطيب ذلك الجامع أن لا يكتفي بامتعاضة وأن يرفع بالأمر إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، لتقوم الأخرى بدورها، وتطالب بإيضاح يكشف حقيقة ذلك الإهمال ليكون هنالك جزاء رادع كي لا يتكرر مثل ذلك مستقبلا، خصوصا وأن سبب الانقطاع خلل فني تسأل عنه الشركة وليس الجامع، نتمنى ذلك هذا وبالله التوفيق.