كثيرون منا لايعرف هذه المدينة.. ولم يسمع عنها شيئا علماً أن منتوجاتها وصلت إلى منازلنا وجيوبنا إنها عاصمة العالمية للبرمجيات، مدينة بلغانورو عاصمة ولاية كارناتكا الهندية. ولو عدنا إلى تاريخها القريب جداً لوجدناها كانت تستقطب المتقاعدين الباحثين عن الهدوء والراحة نظراً لمناخها العليل وحدائقها الغناء وبحيراتها الآسرة.. إلا أن الإرادة الهندية حولت هذه المدينة الحالمة إلى مدينة عصرية.. مدينة ذكية. وذلك في غضون عشرين سنة فقط لتدخل الهند كأقوى منافس في صناعة البرمجيات على مستوى العالم متحدية الدول التي ولدت بها تلك الصناعة الدقيقة وانتزعت هذه المدينة لقب وادي السليكون الجديدة ودفعت بكبريات الشركة العالمية (أمريكا اكسبريس، أي بي أم، ميكروسوفت، موتورلا , فليبس) وغيرها التنافس لوضع موطئ قدم في تلك المدينة لتكون مقراً لنشاطاتها الصناعية. ولو تساءلنا عن الأسباب الأساسية في القفزات الصناعية السريعة والناجحة لهذه المدينة لوجدنا أنه يعود إلى تحرير الاقتصاد وانفتاحه أمام الاستثمارات الأجنبية إلى جانب مشاركة رجال الأعمال وأرباب الصناعة في الإنفاق على متطلبات البحث العلمي ورعاية النابغين والموهوبين (أي الاستثمار الفعلي لعقل الإنسان) فضلاً عن التوجه العام لدولة الهند لأن تكون المدينة بلغانورو ذات كعب عالٍ في هذه الصناعة. بالفعل أصبحت الهند دولة محورية في صناعة البرمجيات الحاسوبية.. وخرجت هذه المدينة الحالمة كالمارد لتُغير الكثير من النظريات الاقتصادية إذ لا يمكن أن تستأثر الدول الغربية بالصناعة بل يمكن لمدن صغيرة وبعيدة عن الأنظار أن تغيّر من اتجاه البوصلة الصناعية وهذا ما فعلته بلغانورو الهندية وبجدارة.. لقد رفعت هذه المدينة ميزانية دولة الهند (ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان) وفتحت مجالات لاستقطاب عشرات الآلاف من الفرص الوظيفية فضلاً عن تنافس الشركات العالمية في استقطاب خريجي جامعاتها والتي تخصصت لذات الصناعة والتقنية.. لتساهم في بناء العقول وتنمية المهارة وتخريج القدرات العالمية والتي يستفاد منها داخل الهند وخارجه. الذي دفعني لكتابة المقالة الأخبار التي تتناقلها وكالات الأنباء العالمية والمتمثلة في ابتكاراتها الجديدة لأجهزة الحاسب الآلي.. بمعنى أن هذه التجربة ستحدث قولبة في مفاهيم ونظريات الصناعة في استثمر العقول النابهة.. إننا بحاجة لتغيير مفاهيم التعليم لدينا. وتحويل مدارسنا إلى ورش عملية تدريبية بدلاً من الدراسات النظرية التي أثقلت ذاكرة طلابنا وأصابتها بالعطب وجعلتنا نردد ألف.. باء.. تاء ,أظن أن هذا الخبر الصغير هز مفاصل الدول الصناعية أكثر من فرقعات بعض الدول التي توهم العالم بأنها قادرة على تخصيب اليورانيوم. تهنئة قلبية أهنىء الصديق الأستاذ عبدالله بن أحمد آل طاوي على منصبه الجديد (مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة) والأستاذ عبد الله من الكفاءات القيادية البارزة . ووجود كفاءة إدارية متميزة سيحقق ثراءً ومنجزاً في العمل. والتهنئة موصولة إلى والده الشيخ أحمد آل طاوي والإخوة رجال الأعمال مشرف وسعيد والدكتور صالح آل طاوي.