من المفارقات العجيبة، وربما الصدف التي لا تأتي إلاّ نادراً، أن يكون لقاء الأهلي الافتتاحي في ثمن نهائي كأس ولي العهد في الأحساء مرة ثانية كما كان في الموسم الماضي. وما بين لقاء الفتح في الموسم الفائت الذي انتهى بإقصاء الأهلي، ولقاء قلعة الكؤوس غداً أمام هجر، الغريم الحقيقي للفتح على ذات الملعب، تبدو الأمور مختلفة. من الواضح أن الأهلي في الموسم الحالي، ليس أهلي الموسم الماضي، ولا سيما في عهد مدربه الجديد، البرازيلي فارياس، الذي استطاع أن يعيد بعضاً من بريق الأهلي في المباراتين الأخيرتين أمام الوحدة والنصر، وإن اتضح ذلك جلياً في مباراة النصر التي انتهت بالتعادل الإيجابي. أعاد الأهلي في مباراته الأخيرة الحياة لمدرجه، حتى وهو يلحق بالنصر، ويخرج متعادلاً، فقد تحدثنا كثيراً عن غياب الأهلي فنياً، وساهم ذلك في غياب \"نكهة الأهلي\" ولون أدائه الجذاب منذ سنوات طويلة. لم تكن القضية في خسارة الأهلي لأي من نزالاته، فهذا حال كرة القدم، وليس في الكون فريقاً لا يخسر، وإلاّ لأصبحت كرة القدم بلا طعم وبلا مذاق، ومن هنا تأتي حلاوتها وسحرها. لكن ليس من المنطق، أن يخسر الأهلي كل شيء في لقاءاته مع منافسيه، حتى الصغار منهم، وهم الذين تجرأوا كثيراً على فريق التقى منتخب البرازيل ودياً، وكان أول فريق سعودي يلعب نهائي أبطال آسيا، وأحضر مارادونا. كان ذلك، يوم كان يشرف على تدريبه مدربون عمالقة، أمثال ديدي، وسانتانا، ولازاروني، وسكولاري، وهنا يبقى التاريخ شاهداً على أن الأهلي الوحيد الذي لم يفعل نادياً آخر ما فعله. وللعودة إلى رصيد الأهلي في دوري زين بعد الجولة العشرين، نجد أنه لم يحصد غير 27 نقطة، وأضاع 6 نقاط في مباراتيه أمام نجران، كان من الممكن أن ترفع رصيده إلى 33 نقطة. إنما الواضح الآن منذ أن تسلم فارياس مهمة المدير الفني خلفاً للمدربين الفارو، وقويدو، أن شخصية الفريق تغيرت، وباتت خطوطه الثلاثة تؤدي عملاً منظماً داخل الملعب. والمؤكد أن الأهلي سيصل أبعد مما يعيشه الآن خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأن عقد مدربه الحالي، وهو أحد أبرز المدربين البرازيليين، يمتد إلى الموسم المقبل والذي يليه، وهي خطوة تحسب لصناع القرار في النادي. وللحق، فإن الأهلي الفريق والنادي ، محظوظ بوجود الأمير خالد بن عبدالله، كما هي إدارة عبدالعزيز العنقري، والإدارات التي سبقتها كانت محظوظة بقرب ودعم الأمير خالد لها، وإعطائها كافة الصلاحيات وحرية العمل دون تدخل منه. هنا تتجلّى \"الديموقراطية\" التي يتحدث عنها البعض، دون أن يفهموها، فإذا لم يكن ما يحدث في الأهلي عملاً ديموقراطياً، وصلاحيات كاملة، فماذا يمكن أن نسميه، وإذا لم يكن الأمير خالد بن عبدالله هو \"مؤسس\" العمل الديموقراطي، فمن سيكون ياصاحبي؟. • شكراً لرئيس الأهلي عبدالعزيز العنقري، فقد شرفني باتصاله، وأخجلني بعباراته، وأشكر له توضيحه الذي أزال كثيراً من اللبس، وتفهمه لدور الإعلام، وترحيبه بالنقد الهادف والبناء.. شكراً أبا محمد. • نعم هؤلاء هم اللاعبون الأجانب الذين يصنعون الفرق، وهذا هو المدرب الذي يحترم اسمه، وقد يكون عام 2010، عام العودة لفريق كبير اشتاق أصحاب الذوق الرفيع لعودته.. شكراً للمؤتمنين على الأهلي. • في يومين كأن الأهلي هو النادي الذي يصنع الحدث، فقد استضاف منتدى الاحتراف والتمويل، وزاره رئيس أحد أكبر الأندية البرازيلية، ووصف منشآته بأنها مذهلة ومفاجأة له، وأنه لا يوجد مثيل لها في البرازيل.. لماذا ننسى الأعمال الجميلة في زحمة وضجيج كرة القدم؟