أتابع منذ شهور ما يكتب عن العالم القدير د. زغلول النجار - وفقه الله وجزاه خيراً -، وأتابع مقابل ذلك عدداً من لقاءاته وبرامجه الفضائية العلمية الكونية الماتعة التي تحظى بمتابعة جادة من شريحة عريضة من الناس على اختلاف مستوياتهم، وظللت أسابيع أتأمل تلك الكتابات المضادة التي تواجه هذا العطاء العلمي المتجدد لهذا الرجل المناضل في ساحة العلم على مستوى العالم، فما وجدت سبباً موضوعياً مقنعاً يمكن أن يسوّغ لأولئك الحق فيما كتبوه، وكنت أقول، وما زلت: إن الأخطاء الواضحة التي قد يقع فيها العالم والمفكر لا تسوِّغ لأصحاب النقد نقدهم، فكيف إذا كانت المسألة مرتبطة باختلاف الرأي، وتباين الرؤى، وتعارض القناعات؟؟. ظللت أسأل بعض مَنْ أعرف من العلماء والمفكرين عن الأسباب كلما حصل لي معهم لقاء أو اتصال، فما أجد إلا تأكيداً لقسوة هذه الكتابات التي قد لا تكون مقبولة أن توجه لعالم مسلم متخصص متميز في دراسات الظواهر الكونية العجيبة المعجزة، وأستاذ متميز أمضى سنوات طويلة في جامعة علمية عريقة (جامعة الملك فهد للبترول)؟ وظل الأمر في هذا الإطار حتى قدَّر الله أن ألتقي بأستاذ التفسير في جامعة أم القرى الدكتور سليمان البيره، وهو عضو في اللجنة الشرعية التي تعرض عليها بحوث (هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة) لإجازتها من الناحية الشرعية، ودار بيني وبين فضيلته حديث حول الإعجاز العلمي في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأهمية مراعاة الضوابط فيه، وأكد لي الدكتور سليمان أن اللجنة الشرعية تردُّ كثيراً من البحوث التي تقدم للمشاركة بها في هذا المجال، ثم ذكر في حديثه أمثلة للبحوث العلمية الجادة التي يعتمد أصحابها على تخصص علمي راسخ من جانب، ورؤية شرعية واضحة من جانب آخر، فذكر في مقدمة هذه الأمثلة الدكتور العالم (زغلول النجار) قائلاً: يتميز الدكتور زغلول بأنه صاحب تخصص علمي دقيق قضى فيه سنوات عمره باحثاً ومتابعاً، ومناقشاً، وأستاذاً ناجحاً، ومشاركاً بارزاً معتبراً في مئات المؤتمرات واللقاءات العلمية المتخصصة في أنحاء العالم، وأنه يربط ربطاً علمياً مدروساً بين كثير من الاكتشافات العلمية الموثقة وبين مدلولات بعض آيات القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف بدراية ومعرفة بعيدتين عن جيشان العاطفة، وفورة الحماسة التي قد يقع فيها غيره من العلماء والباحثين في مجالات الإعجاز العلمي، ولهذا كانت آراؤه سديدة في معظم ما يقدم في هذا المجال. لقد أجاب الدكتور سليمان عن تلك التساؤلات التي كانت تدور في ذهني دون أن يشعر، مؤكداً أن الدكتور زغلول من العلماء الراسخين في مجالهم وأنه ينال تقديراً كبيراً في الجامعات والمراكز والمؤسسات العلمية في الغرب لتمكنه من علمه الذي جعله قادراً على طرح آراء علمية جديدة مرتبطة بالقرآن والسنة يتوقف عندها كثير من العلماء في العالم مؤيدين ومعجبين.