يدخل صقورنا الخضر المنعطف الأهم في طريقهم نحو نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا أمام المارد الكوري الجنوبي الذي حجز البطاقة الأولى في المجموعة، ولن يكون التأهل سهلاً على الإطلاق، ونحن نواجه هذا المنتخب الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره، ويسعى لتعزيز صدارته للمجموعة، وهو الذي تجاوز الأخضر في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين، وجعل مشواره نحو التأهل أكثر صعوبة، ولكن عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم. فالمنتخب السعودي دائمًا ما يثبت أبناؤه أنهم رجال الحسم، وعلى قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم.. فحضور الروح العالية والقتالية والتركيز واحترام الخصم والانضباط التكتيكي الموضوع من قِبل البرتغالي بيسيرو هو الخلطة السرية للفوز المقبل، والذي إن تحقق فإننا سوف نكون في مأمن، وستكون خطواتنا نحو التأهل أكثر سرعة، ويكفينا التعادل أمام الكوري الشمالي لنكحل أعيننا بالوصول الخامس على التوالي -بإذن الله- لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا. هذا الوصول له ثمنه الذي نضحي به.. فمهمة «سيؤل» هي الخطوة الأهم نحو التأهل، وتحتاج إلى جهد مضاعف من كل القائمين على «الأخضر» لتهيئة الأجواء الإيجابية لللاعبين، ليقدموا الفوز هدية متواضعة لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، ويجب أن يدركوا تمامًا أنهم أمام مهمة وطنية لا تقبل أنصاف وأرباع الحلول.. وكل الظروف مهيأة للمنتخب السعودي الذي خاض لقاءه التحضيري امام المتنتخب الصيني، وأثبت أنه على أهبة الاستعداد بعد اكتساحه للتنين الصيني على أرضه وبين جماهيره بنتيجة كبيرة، وهو سلاح ذو حدين، فالكوري غير الصيني، وحسابات كل مباريات مختلفة وعلى اللاعبين أن يتنبهوا أن مباراتهم ظهر الاربعاء أمام كوريا الجنوبية صعبة للغاية، وهي ليست مثل أي مباراة، ولا نملك لهم سوى الدعاء بالنصر في مهمة سيؤل، وأعتقد أن رجال الأخضر على قدر المسؤولية وسيحققون ما نصبو إليه. فالتاريخ والمستوى والامكانات تقف بجانب المنتخب في هذا اللقاء.. فقط التركيز والجهد المضاعف والروح العالية سلاحنا الكبير في مهمة سيؤل.. ومن يدري؟ ربما تصبح تاريخًا مشرقًا في ذاكرة الكرة السعودية.