يلاحظ على بعض الإخوة من دول أخرى وخاصة ( بعض الدول الإفريقية ) عند دخولهم الحرم المكي أو الحرم المدني نظراتهم التي يتضح من خلالها الاستغراب والتأمل في أن هذا سعودي أو تلك سعودية ! وكأنه مخلوق غريب من كوكب آخر ، أو به شيء زائد عن الناس . أيوجد ميزةٌ ما تميزهم عن غيرهم ؟ غير أنهم من بلد يضم قبلة المسلمين ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي بلد ولله الحمد والمنة يحكم بشرع الله في ظل آل سعود نسأل الله تعالى أن يعزهم ويديمهم وبالخير يجزيهم وإلا فالمواطن السعودي مثله مثل أي بني آدم على وجه الأرض ، فيهم الصالح وفيهم المقصر . وإن كان البعض يرى أنهم مختالون ويعيشون في رفاهية وينظرون لمن تحتهم بنظرة دونية ! ، ولا أنكر وجود من يتعاملون مع الوافدين هكذا ، ولكن التعميم يقتضي الظلم لمن فيهم خير وهم كثير ولله الحمد. موقف حصل لإحداهن عند ذهابها لتأدية فريضة الحج وفي طواف الوداع وفي شدة الزحام شعرت بيد تلمس عباءتها السوداء تتمسح بها بقصد البركة كما تظن !! وهي تحاول الابتعاد عنها قدر الإمكان ! فأثار ذلك دهشتها وحق لها ألسنا جميعا من آدم وآدم من تراب ( لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى ) هذا مع بعض الاعتقادات التي تسيطر على عقولهم بالتبرك بإنسان ما عن الآخر ! . نعم أفتخر أنني مواطنة سعودية لكن لا أقبل أن أقلل من مكانة أي مسلم على وجه الأرض أياً كان بلده ، بل حتى وإن كان غير مسلم لمجرد أن ظروفه أجبرته أن يبحث عن كسب رزقه بالعمل هنا ، فما أجمل أن يكون الشخص قدوة لغيره بالخير ويُحتذى به ، وأن نتواضع لإخواننا في كل مكان . فهناك من يرى أن السعودي حظي - ليس فقط - بوجود أشرف بقعة في بلده ! ، بل حظي فوق ذلك بخيرات بلده وما أنعم الله عليها من نعم توجب الشكر منا دوما ، يُذكرني بذلك قول تلك الإفريقية التي طُلب منها تنظيف سلالم المنزل الذي تعمل فيه ، فكانت تنظف وهي تُتمتم بكلمات وجهتها لأصحاب المنزل قائلة : ( ليت هذه النعم في بلدنا حتى نراكم عندنا كحالنا الآن لديكم ! حظك يا سعودي ) .