ليس من أحد يجيز لنفسه أو لغيره التسلل عبر أي طريق للتخريب أو التضليل، ذلك ما ألفه مجتمعنا الذي نعيش فيه.. في وراثة من السلف إلى الخلف، وكنا على ما أعتقد في طريقنا إلى تسليم راية «العيب» إلا أن الشبكة العنكبوتية أفسدت ماعقدنا العزم عليه، ولأنها شبكة فقد كانت ولازالت ممرا لكل المعلومات الطيبة والسيئة.. شئنا أم أبينا، منها أقصد الشبكة العنكبوتية نستقي المعلومة التي نحتاج، ومن خلالها ننقل إلى الآخر، وبين ذلك الكم الكبير أشخاص تمكنوا من سبر أغوار التقنية حتى وصلوا إلى مواقع ذات أهمية، فكانت تسميتهم (هكرز أو الهكرز) هذه الفئة موجودة ومتواجدة هنا كما هي هناك، استهوت عددا قليلا من الناس، فأصبحت حرفة بها يستطيعون الدخول إلى أي موقع؟ ومن المدهش أن الدارج عند الأغلب أن الهكرز على اختلاف ميولهم، ورغباتهم، وجنسهم، ليس لهم إلا اختراق المواقع الالكترونية وتدميرها من غير سبب.. بالرغم من أن هناك من يبرر ما تقوم به هذه الفئة، خاصة نحو المواقع المخلة بالآداب، أو التي تسيء إلى الدين والمجتمع والوطن كتلك التي ضللت بعضا من بني جلدتنا.. أو ما يتعارض مع قيم وعادات وتقاليد المجتمع، دينية كانت أو أخلاقية؟!. وهذا يأخذنا إلى ما دار من حوار مع صديق لي عبر الشبكة العنكبوتية، إذ يقول ضاحكا: ألا تعلم أن للهكرز دروسا أخلاقية قبل أن يصلوا إلى الموقع المستهدف، منها: (اتق الله واخترق)، وهي إشارة البدء، إلا أنه يؤكد بقوله: أحايين كثيرة ينحصر الهدف لتجريب طريقة جديدة، في الوقت الذي تمكن الأكثر منهم من كشف أشخاص غير سعوديين يسيئون للوطن والمواطن، ودمروا مواقعهم، وذهب محدثي إلى أن من الهكرز (هواة.. مخربون.. مرتزقة.. منتقمون.. متحدون أو جواسيس و..)، ولأنهم كذلك فإن شركات بعض الدول المتقدمة تقوم بتوظيفهم بمرتبات عالية جداً!، وقبل أن ينتهي الحديث.. قال: عليك بقوقل قبل أن تتهمني وتكتب (ما تريد عن الهكرز)!. ومن الاستاذ قوقل دراسة للعقيد محمد منشاوي الباحث في جرائم الإنترنت (9891 استبانة): أن (1348) مستخدما قاموا بتدمير مواقع، و(548) مستخدما اخترقوا مواقع حكومية، وأن (529) مستخدما اخترقوا مواقع تجارية، وأن (869) مستخدما اخترقوا مواقع شخصية، و(376) مستخدما اخترقوا مواقع محلية، وأن (140) مستخدما اخترقوا مواقع خليجية، و(83) مستخدما اخترقوا مواقع عربية غير خليجية، هذه جزئية من دراسة جديرة بالاهتمام. ما أود الوصول إليه هو: إذا ما كان ذلك هو حال تلك الفئة بالدراسة العلمية، وإذا ما كانت بلادنا مستهدفة، وإذا ما سلمنا بأن بيننا من يتعامل مع التقنية بصورة احترافية (الهكرز).. أليس من الممكن إظهار هذه الفئة في جمعية أو رابطة يستفاد منها في التصدي للمواقع الموجهة ضد مجتمعنا؟!. فقد سئمنا خفافيش المضللين في ظلامياتهم!.