قبل أن أعلن اتفاقي شبه الكامل مع الأخ عبدالهادي آل كليب الذي نشرت \"الوطن\" تعليقه المميز أمس على مقالاتي عن شركة الكهرباء تحت عنوان \"نحن بحاجة إلى إيضاح الحقائق وليس تغليفها\"، أود أن أشكره على كل ما ورد في تعليقه من وضوح وصراحة واتهام، وأقصد بالاتهام هنا الموجه لشخصي بأنني منحاز أو متبنٍ لوجهة نظر الشركة، ومع أنني بريء من هذه التهمة، كما أشعر وأقصد، لا كما كتبت، والأخ آل كليب يعرف ما كتبت، ولا يعرف نيتي، لذلك فهو معذور ومسموح، أما عذري أنا فهو أنني أسعى إلى إيجاد حل جذري لمشكلة الكهرباء، والمعلومات التي استندت إليها موثقة ولا أعتقد مطلقا أن الشركة تقدم هذه المعلومات جزافا، هذا جانب وهناك جانبان آخران، أولهما ما أورده الأخ أبو طالب حول \"إعادة الهيكلة وفرض الرقابة المالية وتقليل البذخ في المصروفات\" وهذا ما أتفق فيه معه، وأضيفه إلى ما سألت عنه في مقال أمس عن الأزمة أو المشكلة الإدارية، وقد وجهت سؤالين أمس إلى المهندس علي البراك. أما ملاحظة الأخ أبو طالب فإنني أوجهها إلى وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين وإلى مجلس إدارة الشركة، وأود أن أضيف لها اليوم شكوى تلقيتها من موظفي الشركة حول عدم الاهتمام بهم وبالبدلات التي يستحقونها مثل نظرائهم في الشركات الكبرى بالمملكة. وحول الشروط التعسفية\" للقرض السكني الذي كما يقولون أحبطتهم شروطه ويطالبون بإعادة النظر فيه أو إلغائه نهائيا واستبداله بقرض يشبه ما تفعله \"سابك أو أرامكو\" مع موظفيهما. أما الجانب الثاني الذي أورده الأخ أبو طالب حول المخططات السكنية وأن اقتراحي بضرورة موافقة الكهرباء كان مثار استغرابه، فأنا أتفق معه في الخروج من معضلة والدخول في أخرى لكنه لم يقدم حلا جذريا. وأود هنا أن أقول له إنه وفق معلومات شركة الكهرباء عن مشاريعها الجديدة والقادمة ومددها الزمنية، مع إضافة إعادة الهيكلة وضبط الإدارة والمصروفات وكل شيء، فإنها لن تستطيع الوفاء بمتطلبات الطاقة الكهربائية لهذا التمدد العمراني السريع، ما لم يتحقق التنسيق المشار إليه في مقالاتي السابقة وحتى يتضاعف استغراب الأخ أبو طالب، أقول له إن هذا التنسيق أمر بديهي، وإنني استغربت أنه غير موجود، أما إذا واصل الأخ عبدالهادي وقال مثلا ألا توجد حلول أصبحت \"بديهية\" لأن دولا متقدمة طبقتها وهي لم تعد تعاني من المشكلة نهائيا، ويمكن الأخذ بها، فإنه في هذه الحال فقط سيضمني إلى صفه من حيث الدهشة والاستغراب ليس من مشكلة الكهرباء فقط وإنما في كثير غيرها حيث السؤال العتيد ينتصب دائما: لماذا لا نبدأ من حيث انتهى الناس طالما تجاربهم ناجحة ومتاحة؟ لماذا نظل محتارين ونجرب من جديد طالما هناك حلول جاهزة يمكن التعديل أو الإضافة إليها وتطبيقها فورا؟ لكن ما دمنا في رحاب الكهرباء فدعنا يا أخ أبو طالب نوجه السؤال للوزير ومجلس إدارة ومدير عام الكهرباء. وفرج الله قريب.