ما أن ينتهي موسم إلا ويتحول الأهلي إلى قضية في الصحافة.. على الفضائيات في الشارع وحتى المجالس والدواوين لا تخلو من فتح هذا الملف الشائك، أملاً في معرفة اللغز والسر والسبب لفريق اعتاد على العثرة. الكل يسأل: لماذا غاب الأهلي؟ والجمع الغفير من الرياضيين يضيفون لمثل هذا السؤال سؤالاً آخر معنياً بأسماء تلاشى حضورها ولم يتبق منها إلا سرد تفاصيل تلك الحقبة الزمنية التي جعلت من كيان العروس نموذجاً في الدعم والحب والاهتمام والبطولة. المشكلة برمتها ليست في مدرب أخفق في خطة، كما ليست محصورة في إدارة، وإنما المشكلة التي ضيقت الخناق على الأهلي هي في قائمة شرفية إمكانياتها المادية لاتكفي لتسديد راتب (بواب). هذا هو السبب الذي جعل من النادي الكبير الأهلي نادياً متواضعاً في كرة القدم، ما عدا هذا السبب فالمدرب والإدارة واللاعب هم عناصر مكملة لكنها ليست الأساس. أين أعضاء الشرف؟ لماذا غابوا؟ وهل يعقل أن يبقى خالد بن عبدالله وحيداً يدعم هنا ويفكر هناك؟ السؤال الذي بات مطروحاً أمام الإعلام والجماهير منذ عقود لا يزال يبحث عن الحلول، وعن عودة فريق علاقته مع تاريخ كرة القدم علاقة إبداع وتألق وأرقام خالدة دونها التاريخ بمداد من الذهب الخالص. أغضب كثيراً عندما أشاهد العشرات في الهلال والاتحاد يدعمون ويساندون. وأتألم أكثر من الغضب حينما أنظر حول الأهلي فلا أجد سوى خالد.. هذا المحب العاشق الذي تركوه يناضل وحيداً، مرة يدعم بالمال ومرة يحل أزمة في الخزينة وثالثة يتحول إلى كل ما هومعني بالأهلي، وكأنه يمتلك ثروة قارون. حاولت اجتهاداً أن أجد ما يبرر ابتعاد أعضاء الشرف عن النادي، لكنني برغم كل المحاولات لم أجد من المبررات إلا ما يدين هؤلاء الذين فتح الأهلي لهم بريق الأضواء وقدمهم للناس، وعندما قطفوا اللُب المستخلص من الشهرة غادروا أركانه ولم يكترثوا بالعواقب.