من خلال الصمت والنظرات والحركات.. يكتشف البعض أن وجوده في المجلس خارج نطاق الراحة والترحيب.. يستنتج هذا البعض، أن الانسحاب أفضل.. يخرج مودعا جماعة المجلس.. يحاولون ثنيه عن المغادرة، بطريقة (الإثارة الفجة).. بعضهم لا يبالي.. تراه في شجاعة عنترة.. وخبث الانجليز.. ودهاء الفرس.. هكذا حتى في الشوارع.. البعض يبحث في الشوارع عن مشكلة.. ولكثرة الباحثين عن هذه المشاكل الطائرة المتنقلة.. أصبح لها اسم محدد.. يحمل دلالات.. تعطي معاني مختلفة في مجمع اللغة العربية.. مجمع لغوي أضنته هجرة اللغة العربية، وانتحارها على سواحل اللغات الأخرى.. أصبح العرب يقولون في مجالسهم: أولاد الشوارع.. مسبّة عربية.. تضاف إلى الإنجازات العربية في مجال أسلحة الكلام الفتاكة الذكية.. يرونها منقصة مثيرة لعنتريات الكرامة في كل مجلس.. سيكون هناك نادٍ عربيٌ ل(أولاد الشوارع)، بعد أن يصبح الأمر جزءا من الكرامة العربية.. وجزءا من المجد العربي، الذي يجب تقديسه والحفاظ عليه، كجزء من تراث الشوارع.. لا ندري كيف ننتمي لهذا النادي في المستقبل.. هناك أطراف رافضة لتواجد أولاد هذا الزمان في الشوارع.. المصطلح يعطي فهما.. يشير إلى أن مجالس الشوارع أصبحت فوضى وخطيرة.. أصبحت مثل النمل الأبيض.. ينخر قلب الخشب.. وهذه الشوارع، تنخر التربية والقيم السائدة.. شوارع تحمل مجسمات.. يرونها تفتك بصحة، وعقل، وسلامة، وأمن الأجيال.. ومع ذلك، وفي غرابة، تجد من ينادي بتجميل الشوارع، وجعلها أكثر راحة.. هل هناك مؤامرة صهيونية؟!.. في الشوارع تتلاقح الأشياء.. كنتيجة، يصعب ضمان الثمرة.. قد تصبح (فجة).. قد تصبح غير (فجة).. على أعالي سكان وادي البلديات، تفسير معنى (فجة) في النظام والمنطق.. بالمقابل، هل يحق للآخرين، إطلاق مصطلحات: مشاريع فجة.. شوارع فجة.. أنفاق فجة.. أرصفة فجة.. تخطيط فج.. خاصة مع مواقف السيارات التي تجني مالا أشبه بالجباية.. هذا جزء من عبث وخطورة الشوارع على الذوق والمزاج العربي.. ليس هناك تعريف عربي محدد في المجالس العربية لمصطلح (أولاد الشوارع).. ربما خوفا على العرب، من الشوارع العالمية، يتسكعون في رحابها، مثل سياراتهم، في شوارع مضارب بني عبس.. تحت مراقبة الرادار، الذي نسمع عنه.. ولا نرى أثره وتأثيره.. الرادار العربي كأصحابه، ليس له تأثير خارجي.. مثل المجالس.. تأثيره وعنترياته تصب على أهل البيت، والجيران، ومن ليس لهم ساحات.. تمثل (شيلاتهم)، و(عرضاتهم)، وطريقة (قفزاتهم) في فراغ الأرض.. ساحات التباهي ببطولات ليس لها مكان إلا في العقلية العربية.. مع الرادار العربي كل شيء مباح أمام الأعداء.. يمتلك الأعداء رادارات أنثوية.. لها مفاتن ساحرة.. تجذب فحولة الرادار العربي.. تغريه بالسكوت.. ثم يضربون.. كنتيجة، تسمع التصريحات العربية المجلجلة.. في نهايتها، يحتفظ العرب بحق الرد.. بالطريقة التي يرونها.. وفي الوقت المناسب.. مجالس عجيبة.. يقودنا هذا إلى أن الطريقة أصبحت واضحة وأيضا الوقت.. مع كل ضربة نجد أن هناك حراكا عربيا متغيرا.. مع كل ضربة، كان يتم إنشاء محطة إذاعية، لزيادة (الجعير)، أي الصراخ العربي.. اليوم مع كل ضربة، يتم افتتاح قناة فضائية عربية جديدة.. الهدف إبعاد فحولة رادار الأجيال الناشئة عن ساحات الضرب المجالسية.. تصرفات تعطي النساء حق تربية جيل راداري يتخذ من الضرب وسيلة لزيادة نفوذهن الأخّاذ.. كنتيجة، حديث المجالس لا ينقطع عن النساء وطرق الزواج منهن.. هذا ناتج عن تأثير الرادار العربي، الذي لا يبحث عن طائرات السماء.. لكنه يبحث على الأرض، خاصة في مساحات منابت الشجر، حيث الربيع الدائم.. يئس العرب من التطلع إلى السماء.. تعبت أبصارهم.. ملّت عقولهم وفحولتهم من كثرة القضايا.. مات الأمل.. شاخ الصبر.. وبقيت المجالس لتدفئة الجسم العربي العليل.. يضربون العرب حتى في ملاهي القنوات الفضائية.. قبلها كانوا يضربون في ملاهي العنتريات.. التي قضت على (الهُبلان).. الذين صدقوا أن هناك رادارا عربيا.. قادرا على اكتشاف الضربة قبل وقوعها.. ويبقي الشارع، مجلس يمثل نبض الأمة العربية.. إليه يرجع العدو.. لقياس رد الفعل العربي.