الخير وأهله محاربون في كل مكان وزمان ومنذ خلق أبونا آدم عليه السلام حيث أنه لم يسلم من إبليس وكيف أنه عاداه بحقده عليه وحسده وعدم السجود له وبعده الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ومعاداة أهل الباطل والفسق لهم ولا يخفى ما عاناه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام من أذى كفار قريش وغيرهم من الحاقدين على الاسلام وملة الدين وكذلك عاني الصالحون والأولياء من حملة الدين والملتزمون بأمره ، والصابرون كثيراً على مر العصور، والمعادون في تزايد وهناك من الناس المحايد الذي لا يضر ولا ينفع وحاله في نفسه وهذا ليس منه ضرر وإنما الضرر والأذي يأتي من الذين لا ايمان لهم وهمهم الأكبر إلحاق الأذى بأهل الدين والمتمسكون به وبتعاليمه ونجدهم يقفون في طريق الحق واحقاقه وهم أهل فساد ونشر للرذيلة ودعاة لها بطرقهم المتعددة والكثيرة والمتجددة يوماً بعد يوم وبالتالي لابد للمنكر من إنكار كما أمر ديننا الحنيف وكما هو معمول به في هذه البلاد المباركة حيث وجد جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفضلهم واضح وكبير ولا ينكره عاقل منصف ، حيث إن الكثير من المنكرات قد نهى عنها وانتهى الناس وأطاعوا وامتثلوا لما نهوا عنه ويشهد الكثير من الناس ان لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في الحد من انتشار الفواحش والمنكرات وكذلك حماية أعراض المسلمين وهناك الكثير وعدد لا يحصى من الفتيتات اللاتي غرر بهن ووقعن فرائس لذئاب بشرية لا ترحم وعند استفحال المشكلة لا يلجؤون بعد الله إلا إلى رجال الهيئة لعلمهم التام بأنهم هم حماة الأعراض عكس أولئك المحررين لنسائنا والداعين إلى الانحلال محاكاة لغربهم وكذلك دوهمت الكثير من بيوت الدعارة والخنا ومصانع الخمور وانتاج السموم التي أذهبت بعقول شبابنا وأبناء وطننا الغالي و بعد هذا المجهود الجبار والعمل الدؤوب يأتي حاقد حقير لا يعي الواقع ويبدأ بالتعدي على رجال الحسبة والدين ويدفعه داخلياً حسد دفين. ولكن ... وكما يعلم الجميع أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثلها مثل أي دائرة حكومية أخرى فلا يحمل خطأ شخصي وقد لا يكون فيه ما يؤكد لنا التعمد فيه على كامل الجهاز وكافة منسوبيه والذي يقول بعكس هذا بحاجة ماسة لتصحيح لمفاهيم ترسبت في عقله جراء الاكتساب المعلوماتي الغربي الذي ملأ عقله وحشى به وأصبح يرى تعاليم ديننا شيئاً رجعياً وتخلفاً ولا يعلم أنه كالبهيمة إن لم يطبق شرع الله (إن هم إلا كالأنعام) لبعدهم عن شرع الله والجري خلف الفكر الأوروبي وهذا حال العلمانيين والمنبهرين بالعلم الغربي والمنحطين بعد علو ومن يحمل الخطأ الفردي على كامل المجموعة يعتبر أحمق لا يلتفت إليه ولا يؤخذ برأيه وما هذا الهجوم الشرس والقوي على رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا وخلفه أغراض ومقاصد من أولئك العلمانيين أصحاب الفكر المنحرف والذين يقفون عقبة في طريق الخير والحق والسعاة خلف الرذائل ونشرها في مجتمعنا المحافظ والذي يطبق تعاليم الدين الاسلامي وبالتالي هم يخالفون نظام الدولة ويسعون لفساد الوطن بأفكارهم السامة وانتهاج نهج الغرب وتطبيق قوانينهم الوضعية والمعروف لدينا (أن ما يستحدث بالقانون الوضعي يبطل بالفقه الشرعي) وهؤلاء المتجردون من الدين من المفسدين وهم شر الناس وما فضلت أمتنا على من سبقها من الأمم إلا لهذا الأمر كما قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) والخيرية إنما هي بسبب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلا فالأمم السابقة منهم المؤمنون ، ويسير مركب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يعيقه تيارات الانحراف والانجراف والانحدار الغربي القابع في عقول العلمانيين من أتباعهم ولعلهم يكتفون بتخلفهم لأنفسهم ولا يعدونا بما عافانا الله مما ابتلاهم به ولا يمرضون المجتمع بأكمله بالعلة التي بهم ، ونسأل الله أن يرفع عنهم ويعلي شأن كل من يطبق شرع الله ويأمر به وينهى عما يخالفه. والله من وراء القصد ،،،