ارتباط بالأصل واتصال بالعصر) هذا هو الشعار الجميل لذلك الملتقى الأجمل الذي أقامته وكالة عمادة شؤون الطلاب لأنشطة الطالبات، بإشراف الدكتورة منال بنت إبراهيم مديني وبرعاية من عمادة شؤون الطلاب في الجامعة. ملتقى على مدى ثلاثة أيام حافلة بالمحاضرات والندوات والدورات التدريبية في قضايا وموضوعات متعددة مهمة في عصر الانفتاح الثقافي والإعلامي الكبير. سعدت بالمشاركة في هذا الملتقى بدورة (الطريق إلى الاستقرار) وهي دورة خاصة بالشباب من الجنسين تفتح لهم نوافذ إلى عالم الاستقرار المضيء في مواجهة قلق العصر وأرقه واضطرابه. وزادني سعادة ذلك الاهتمام من المشرفين والمشرفات على الملتقى بكل جانب من جوانب النشاط فيه، وتلك المتابعة القوية من الطالبات اللاتي يحضرن اللقاءات، المتابعة الجادة، والمناقشة الواعية، والصراحة في طرح الأسئلة والآراء بطريقة تدل على رغبة صادقة في الإفادة من كل معلومة تقدم. لقد نقلت إليّ الأستاذة (رقية العشماوي) من صور الجهود المبذولة من الجامعة، ومن القائمين والقائمات على هذا الملتقى ما أشعرني بنبل الهدف، وسلامة المقصد -إن شاء الله تعالى-. استطاع الملتقى أن يستقطب أسماء فاعلة في ساحتنا الدعوية والثقافية والتدريبية، قادرة -بتوفيق الله- على تقديم الجديد المفيد للطالبات التوّاقات إلى العلم والمعرفة. ممن تحدَّث في هذا الملتقى الدكتور سلمان العودة في محاضرة بعنوان (التشبّه والهوية) والدكتور علي بادحدع بعنوان (مفهوم الهوية) والدكتور ميسرة طاهر بعنوان (مظاهر ضعف الهوية لدى الشباب المسلم) والدكتورة خديجة بادحدح بعنوان (كيف نسترد هويتنا) والدكتورة لطيفة القرشي بعنوان (هويتنا أو الهاوية) والدكتور المدرب محمد حسن عاشور بدورة (عمق الجذور يرفع التنمية) والدكتور المدرب غسان الصديقي بدورة (أهمية القيم في بناء الهوية) والدكتور سامي الأنصاري بدورة (صناعة التغيير) ومحاضرات ودورات أخرى لا يتسع المقام لذكرها هنا. لقد قامت فكرة هذا الملتقى الذي بدأ هذا العام وسيقام سنوياً بإذن الله لتحديد معالم الهوية الصحيحة لأبنائنا وبناتنا، ولوضع خطط مدروسة تعيد من شط به الطريق إلى هويته وفطرته، فمن المعلوم أن الإنسان لا يكون نافعاً لمجتمعه ووطنه وأمته حينما يكون مضطرباً في تحديد هويته، منساقاً وراء بعض المظاهر التي تدمر الإنسان عقلاً وروحاً، وتشل حركته، وتجعله كَلاً على مجتمعه. عنوان جميل، وعمل جليل جدير بأن يجد صداه (عملياً) في جامعاتنا كلها. إشارة تبقى الحصون منيعة أسوارها=ما دام يرفع باليقين شعارها