بعيداً عن الهامش الضيق جداً لسلبيات صناعة السياحة، وما ارتبط بممارسة السياحة من متغيرات شكلت مفردات سياحية ساهمت بصورة او بأخرى في صياغة المفاهيم السلبية للسياحة، فان هناك مساحات وطنيه ايجابيه رحبة، سامية الهدف، وخلاقة الوسيلة، ان استطعنا استثمارها كما يجب، فستؤتي أُكلها ان شاء الله، وتعزز التفاعل الايجابي مع التنمية السياحية، وتدفع بصناعة السياحة قدماً على المستويين الايدلوجي والميداني، ومن هذه المساحات مثالاً وليس حصراً التالي: - المساحة الدعوية: ومن خلال هذه المساحة نستطيع دعم الدعوة الاسلامية إن احسنا استثمار ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، وايضاح الصورة المُثلى للإسلام لمن يفدون الى بلادنا من غيرالمسلمين، فإسلام احدهم خيرٌ من حمر النعم كما قال عليه السلام. - المساحة التربوية: وعبر هذه المساحة نستطيع دعم المناهج التربوية من خلال القراءة الميدانية من قبل الناشئة لتاريخ الدعوة الاسلامية التي انبثقت من مهبط الوحي الكريم، وكذلك تاريخ بلادهم المملكة العربية السعودية. - المساحة الاقتصادية: وفي هذه المساحة دعم لعجلة الاقتصاد الوطني، فاذا استطاعت السياحة السعودية توطين نصف الانفاق السعودي على السياحة الخارجية، فانها قد أصابت كبد النجاح، فضلاً عن ما توفره من فرص العمل الوظيفي للشباب، وتشجيع المستثمر الاجنبي. - المساحة الثقافية: وتستطيع السياحة من خلال هذه المساحة دعم الحوار الوطني والثقافي على المستوى المحلي، كما انها على المستوى العالمي تدعم ايضاً الحوار بين اتباع الديانات، من خلال الحراك السياحي والثقافي المتفاعل. - المساحة الاعلامية: وهي مساحة مناسبة وفاعله لدعم الإعلام السعودي الخارجي وإبراز ملامح المعجزة التنموية، التي تحققت على تراب الوطن. وهذه الفضاءات البيضاء لممارسة صناعة السياحة السعودية، هي لاشك دعم للعمل الوطني المتكامل، الذي يُمثل القاعدة الهامة في بناء التنمية، لنعيش الواقع العالمي للعصر، فبلادنا تُشكل رقما اساسيا في أي معادلةٍ دوليه، ولنبقى دوماً في موازاة ذلك، علينا الاخذ بأسبابه في كل المجالات والمجال السياحي احدها، وفي السياق ذاته فانه من الانصاف بل ومن الواجب ايضاً ان تسهم كل تلك الاجهزة المعنية بتلك المساحات من القطاعين العام والخاص، في دعم العمل السياحي في المملكة والتفاعل مع معطياته، بما ينسجم مع مهامها واهدافها ورسالتها، فهو خيار استراتيجي عام لا يمكن تجاهل أهميته في المستقبل المنظور.