بين مدرجات صاخبة، وبين ترانيم بحر جدة الساحر كانت الرواية اتحادية والفوز اتحادياً والبطولة كذلك اتحادية. في ليلة الحلم كانت رغبة العميد هي السائدة على مدى تسعين دقيقة لعباً ومتعة وجمالية، مع نهايتها السعيدة سهرت جدة ورقص أحبابها المزمار وتحول شارع الصحافة إلى لوحة قرأت رسوماتها في دموع وابتسامات وشيء من صمت العاشق الذي تجاوز أعتاب منزله وذهب إلى حيث تلك الأركان الذهبية لفريق ياما تعود على الذهب. عميد حديد.. شديد عتيد، وإن أكثرت الإيغال فهناك ما هو أبعد من لغة الإتي. في خطوات المجد كان محمد نور حاضراً.. سحب ومرر، وكل تمريرة من أقدام هذا الاتحادي الصرف أثمرت عن هدف وهدف، إلى أن انتهت الحفلة وغادر البطل المتوج الموقع وهو يردد إتي يالون الذهب إتي يا طعم العنب. فاز الاتحاد ولا نملك بعد هذا الفوز إلا سرد المفردات التي تليق به وتليق بإنجازه وهذا أبسط ما يمكن أن نقوله بحق (بطل) تحدى الجميع وسجل في تاريخه الناصع أولوية أخرى لها من المعاني ما جعل عروس البحر الأحمر تلبس أحلى حلة وكأنها مع الإتي فتاة ساحرة بجمالها ورونقها. توقعناها هلالية وقلنا يمكن ويمكن أن يفعلها ياسر ويكرر سيناريو الموسم المنصرم، لكن توقعاتنا تلاشت مع تلك العاصفة الاتحادية التي أكلت اليابس مع الأخضر وحملت الذهب إلى حيث موقع الذهب. مبروك لا أدري أقولها لمحمد نور أو أقولها لنايف هزازي أم اختص بها جمال أبوعمارة هذا الاتحادي الذي دخل التاريخ كرئيس صنع للإتي ما لم يستطعه البقية. هؤلاء جميعاً يستحقون التهنئة، ومن الإنصاف أن نكرر التهنئة وندونها طالما أن العمل الذي بذل نال منه جمهور الاتحاد لقباً وبطولة وريادة على هرم الترتيب في دوري المحترفين السعودي. أما عن الهلال فلم يكن في يومه بل إن الطامة التي نسفت الطموح هي تلك التصرفات الرعناء التي أقدم عليها خالد عزيز، ومع قدومها تحولت المباراة إلى خصم فاز بجدارة. الهلال لم يكن الهلال الذي عرفناه، والسبب إن كان هناك من سبب هو في ظروف قاسية غربلت هذا الفريق وجعلت منه فقط فريقاً يجتهد بلاعبيه. الهلال خسر الدوري لكن الخسارة قطعاً لا تقلل من حجمه ولا من مكانته، وسيظل الأزرق كبيراً ومنافساً وقادراً على التعويض. ختاماً تبقى الهزيمة الوحيدة للبطل مدونة باسم الأهلي، ويتذكرها الاتحاديون بألم في عز أفراحهم.. إلى اللقاء غداً.