حينما هطل الصباح ذات مرة.. وجدنا كل شيء مقلوبا وقد علا النقيق.. وصمتت البلابل وتأرجحت الموازين. كأنات الألم في صدور البائسين الحزاني كان الشيخ يتوسل في ذل وخضوع والمرأة تزاحم الرجال على كسرة خبز باردة والأطفال يتسكعون ويتشدقون بألفاظ دخيلة لم تعد الأبواب مشرعة للغرباء.. والفقراء ولاوجوه (المسارب) معروفة وقد تعثرت الكلمات فبدت غريبة مكسرة فوق شفتي (بدوي )أعجمي الصفات كانت هناك عينان تدوران تحملقان في كل شيء إلا الحقيقة ويدان ترتجفان تحملان ورقة كتب عليها ذات جفاف ازرع شجرة.. ياسيدي حتى ولوقامت القيامة اكتب اسمك على ورق الشجر , على قطعة حجر, وفي دفاتر الطلاب على الصور المعلقة على جدار الذكريات للأمهات الثكالى لاتحزن .. إذا وجدت كل شيء مقلوبا لاتغضب .. إذا احتل أحدهم مقعدك لا تتقيأ .. إذا رأيت الكذب يسيل من ألسنتهم أغلق قنوات الخداع ومزق صحف الكراهية والحقد (المستورد ) احمل ما تبقى منك واهرع إلى الصحراء لتشتم رائحة رجال مروا ذات يوم من هنا.