غيّر حياتك بقلم : فاطمة الثبيتي ** يطرأ على الإنسان فترات يكاد فيها أن ينشطر إلى نصفين مما يمر عليه من صنوف الحياة المريرة .. وربما صرخ في وجه الجميع ( مليت من حياتي ) أو ( هذا حظي ) .. علماً أن ندب الحظ لا يقدّم ولا يؤخر ، ومن هنا يبدأ الطريق للتذمر ، والاستسلام للانهزام الداخلي والذي لا يستطيع الفرد التخلص منه إلا بالإصرار على الخروج من تلك الدائرة المغلقة التي أحاطت به . ** فمُحال أن تمضي الحياة على منوالٍ واحد ، ولن يسعد بحياته من يجلس يندب حظه ، ويقف مكتوف الأيدي ، وينتظر حادثة ما تنزل عليه من عالي السماء .. لكي تُفْتَح له الأبواب .. وتتكسر تلك الأقفال التي جعلت من حياته أسطورة يُرثى لها . ** الحياة ممتعة جميلة.. لكن في عين المتبصر الصابر .. المثابر الذي يسعى لتغيير الأشياء من حوله ، وقبل ذلك تطوير ذاته ليرقى نحو حياة أمتع وأفضل حتى يُصبح فردا مُثمرا . ** غيّر حياتك .. فالتغيير محبب لدى النفوس ، منه يُطرد الملل والروتين ، ومنه اكتساب صفة التميز ، وما أجمل التميز الذي يبعث في النفس روح السعادة وشعور الفرد أنه أنتج ما لم يُنتجه الغير .. لكن دون التفاخر على الآخرين .. واستحقار أدنى عمل يقومون به .. ** غيّر حياتك .. فإن مطلب التغيير في الحياة هو للأفضل وليس للأردى .. باكتشاف الجوانب التي تستدعي تغييرا .. سواء بعلاقتك مع الناس ابتداء من بيتك إلى عملك وأصدقائك ومجتمعك ، فلا يصح لكل شخص فينا أن ينشد تغييراً هناك وينسى أن التغيير لابد أن يبدأ من الذات لكي تظهر عوائده طيبة .. ترقى بنا إلى معالي الأمور .. ** غيّر حياتك .. واجعل النقاء والهناء والأمل يتملك عقلك وضميرك .. فالسعادة معنى يترجم الحياة المريحة الهانئة ، ولا تنظر إلى فرد أنه سيجلب لك السعادة لأنك بذلك تدخل الهم على نفسك .. ** غيّر حياتك .. اعمل على إسعاد من حولك جرب ذلك يوما فقط .. انزع ما في داخلك من مرض .. تكلم بصدق .. تجد الراحة حتى وإن قوبلت بالرفض .. ** غيّر حياتك .. ما أكثر الحالات التي تمر بالإنسان لا يلوح له سوى اليأس .. ولم ينجو منها ..لكن بإمكانه إغلاق هذا الباب .. والسير في حياته بشكل طبيعي .. هذه هي الحياة .. لا تتوقف عند هذا أو ذاك .. فالعمر مرة واحدة .. والنسيان نعمة .. و ( التحدي ) ميزة جميلة لصروف الحياة وإن شعر أحيانا بخيبة .. إلا أن الإصرار على تخطي الصعاب ، وتصريف الأمور على ما يرضي الله تعالى .. يقضي على اليأس .. وينعش النفس .. ويصنع الأمل ، وصنعه يتطلب روح عالية لا تهتز بما يجري حولها .. وأخيراً عزيزي القارئ : إذا لم تنثر الورود والأزهار في دربك ،وإذا لم تنظر بعين السعادة في حياتك ، وإذا لم تنمي بوادر الأمل وتتطلع لمستقبلك ، وإذا لم تسعى إلى تحقيق طموحك ، [ أنت ] فلن يتصدق بها أحد عليك في هذا الوقت إلا نادرا .