المكان: طهران المناسبة: مناسبة تحديد مصير وإن شئت قل عنها مناسبة كسر العظام بين منتخب مدعوم بصافرة وبين آخر لا يزال ينشد ضمير العدالة الذي مات في اتحاد قاري كلما حاولنا تبرئة ساحته عاد ليرتكب ما هو أفدح خطورة من الخطأ. منتخبنا الوطني بالأمس لم ينازل خصما واحدا لم ينازل منتخب علي دائي ولا جمهور أحمدي نجاد بقدر ما نازل مع هؤلاء خصما اسمه الحكم وندا آخر اسمه السركال. في طهران تكالبت على منتخبنا الوطني منتخب سلطان بن فهد كل الظروف لكنه وبرغم ظرف التحكيم وظرف الجمهور والأرض والإصابات والنقص كسب وعاد إلى وطنه مرفوع الهامة من حارسه وليد عبد الله إلى ذلك البطل الذي قدم مهر نجوميته بهدف لا يسجله إلا عظماء كرة القدم. هذا هو المنتخب السعودي وتلك هي لغة التصحيح النابعة من نهج قيادتنا الرياضية التي ثابرت ليل نهار حتى نالت من هذه المثابرة نتيجة ومستوى ومدربا ولاعبين. بين يوم وليلة وعتمة ظلام ونور شمس ساطعة عادت روح المنتخب السعودي والأجمل أن عودتها جاءت من طهران ومن أمام أكثر من مائة ألف مشجع حاولوا مع دائي ولاعبيه، لكنهم بعد هذه المحاولات عادوا إلى منازلهم بخطوات أثقلتها الهزيمة. سجل الهزازي وأبدع محمد نور وتألق أسامة المولد بل إن بيسيرو وفي أول مهمة رسمية أثبت أن المدرب الكبير معين تكتشفه الظروف وتبرزه المعاناة وما قدمه هذا البرتغالي من فكر وأسلوب وتوليفة ليس إلا الدليل والشاهد على أنه مدرسة في فلسفة التدريب. مبروك لمنتخبنا الوطني، مبروك للاعبين، مبروك لبيسيرو فما حدث في طهران يستحق أن نوليه الاهتمام والإشادة ليس لأن المنتخب السعودي فاز وإنما لأن المنتخب السعودي هزم خصمه وهزم التحكيم وأحرج كثيرا محمد بن همام ورفيق دربه يوسف السركال. بالأمس تحدثت وقلت بالروح سنكسب وبالحماس سننتصر ولأن الروح حضرت مع الحماس واستشعر اللاعبون مسؤولياتهم تجاه شعار الوطن الغالي وقيادته الرشيدة ها هي النتيجة جاءت لتجدد الفرصة بالتأهل وتؤكد للمتشائمين المحبطين وأصحاب الأفق الضيق أن رياضة سلطان بن فهد مكانها عال لتسمو ولن تحبو والمقبل بفكر هذا القيادي المحبوب وبفكر نائبه الأنيق نواف بن فيصل سيكون مبشرا بالمزيد من النجاحات بإذن الله. نايف هزازي، كم أنت مبدع. نايف إذا ما استمر على هذا المنوال التصاعدي في مستواه سريعا سيلغي ياسر ومالك والحارثي ويتربع بلحمه وشحمه على قائمة المهاجم الأول بلا منازع. نايف نجم ومحمد نور قائد فذ وبالمناسبة نحن نريد من نور المزيد حتى يكسب من خلال المنتخب ويرد بالفعل والعمل على كل منتقديه بما فيهم (أنا) والعياذ بالله من الأنا.. وسلامتكم. كاتب يومي بصحيفة \"الرياضية\".