في الوقت الذي كانت شركة الاتصالات السعودية تسلم نجم الكرة السعودية، والنادي الأهلي، مالك معاذ جائزة زميله في الفريق منصور الحربي، كأفضل لاعب واعد، كان الناشئ فيصل معوضة بديل الحربي المتغيب بداعي الإصابة، يقدم نفسه في مباريات فريقه، أحد أبرز الوجوه الصاعدة التي يقدمها الأهلي، والتي صنعتها الظروف. لم يكن متوقعاً، ولم يكن في فكر المدير الفني لفريق الأهلي، البلغاري مالدينوف، أن يستعين باللاعب \"معوضة\"، لولا إصابة \"منصور\"، ومع ذلك لم يشعرنا \"فيصل\" بغياب منصور. مثل هذه الفرصة التي منحها مدرب الأهلي، ونجح فيصل معوضة في استثمارها، لم يتعامل معها بنفس القدر والحرص والإصرار، اللاعب الآخر \"الموهوب\"، تركي الثقفي، الذي \"غيّب\" موهبته الكبيرة، وقد يقضي عليها. ربما يكون عند الثقفي أسباب لهبوط مستواه إلى هذه الدرجة التي أصبح فيها وجوده، مثل عدمه، إلاّ أنه مهما كانت الأسباب التي يرددها تركي، فهو في الأول والأخير لاعب محترف، وعليه أن يتقيد بأنظمة الاحتراف، ويخلص للقميص الذي يرتديه. ولأن الحديث عن المواهب الواعدة، فقد كتبت من قبل، وتحدثت في برامج تلفزيونية، أن الكرة السعودية \"ولادة\"، وأن المواهب التي تذهب، يأتي غيرها، وهو ما نشاهده حالياً في كثير من الأندية. وهنا لابد من تقديم كل الشكر والثناء للاتصالات السعودية التي بادرت إلى تكريم اللاعبين الواعدين، وقبلها فعلت شركة موبايلي في شراكتها مع صحيفة الرياضية، وتبنيها تكريم عدد من النجوم، ومنهم المواهب الجديدة. وأتذكر هنا أحد اللاعبين الذين أحدثوا ضجة في الدوري السعودي، بحضوره وبروزه، وموهبته العالية، وهو المهاجم الهلالي عبدالعزيز الدوسري، الذي استحق لقب أفضل لاعب \"صاعد واعد\"، في الموسم الماضي، ولكن الإصابة حرمتنا من رؤيته هذا الموسم. وبدوره قدم لنا الاتحاد، عددا من اللاعبين، الذين أكدوا أحقيتهم باللعب أساسيين، وأثبتوا أنهم مواهب من فصيلة النجوم، على رغم صغر أسنانهم، وقلة خبرتهم. والحقيقة أن هذا الثلاثي الاتحادي، نايف هزازي، وسلطان النمري، وعبدالعزيز الصبياني، يعجبني أداؤهم وحضورهم، وحرصهم على تطوير مستوياتهم، والاستفادة من زملائهم أصحاب الخبرة، وتنفيذ توجيهات وتعليمات مدربهم. واللافت، أن الثنائي نايف هزازي، وعبدالعزيز الصبياني، هما شقيقا لاعبي الأهلي الحالي ابراهيم هزازي، والمدافع السابق هاشم الصبياني، وهذا تأكيد آخر على أن المواهب يمكن أن تخرج من بيت واحد، وقد تختلف القدرات فيما بينها. ولكن، هل ساهم عصر الاحتراف الذي نطبقه في ملاعبنا اسماً فقط، ولا نلتزم به من حيث النظام والتنظيم، في قتل مواهبنا، والقضاء عليها، في ظل هذه الجيوش من المحترفين القادمين في كل موسم إلى أنديتنا..؟ وحتى تكون الإجابة واضحة، فإن الموهبة إذا حضرت، ومعها ثقة بالنفس، ونظرة للبعيد، وأقصد المستقبل، ويضاف إلى ذلك وعي وثقافة، واحترام الأنظمة والفريق الذي ألعب له، وأنفذ ما يطلب مني، عند ذلك سيكون الطريق إلى القائمة الأساسية سهلا، وإن تأخر بعض الوقت..! وسلامتكم،،،