نماذج خشنة أ. د. سالم بن أحمد سحّاب* عبر الإنترنت وصلتني قائمة (بنماذج البشر، وكيفية التعامل معهم). وممّا جاء عن الإنسان الخشن اتّصافه بالخصائص التالية: (قاسٍ في تعامله، لا يحاول تفهّم مشاعر الآخرين؛ لأنه لا يثق بهم، يكثر من مقاطعة الآخرين بطريقة تظهر تصلّبه لرأيه، يحاول أن يترك لدى الآخرين انطباعًا بأهميته، مغرور بنفسه لدرجة أن الآخرين لا يقبلونه، لديه القدرة على المناقشة مع التصميم على وجهة نظره، يرى نفسه أنه بخير لكن الآخرين ليسوا بخير). أمّا كيفية التعامل معه فتتلخّص في التالي: (اضبط أعصابك، وحافظ على هدوئك، إصغِ إليه جيدًا، كن مستعدًا للتعامل معه، لا تثره بل جادله بالتي هي أحسن، حاول أن تستخدم معلوماته وأفكاره، كن حازمًا عند تقديم وجهة نظرك، أفهمه أن الإنسان يُحترم بقدر احترامه للآخرين، استخدم معه أسلوب نعم ولكن، ردد عليه الآيات والأحاديث المناسبة..) . في مجتمعاتنا العربية عمومًا، يكاد يكون هذا النموذج هو السائد بحكم الثقافة التي تحكمنا، فالكل خائف قلق، يحاول تجنب سيادته ما أمكن، والابتعاد عن طريقه كلّما تيّسر، وهو بذلك يستطيع تمرير رأيه باستمرار خاصة في بيته، فهو صاحب الشعار القديم: (إنما العاجز من لا يستبد). الكارثة الأكبر عندما تجمع هذه الشخصية الاستبداد (الجيني) مع السلطة القانونية النظامية، أي هو حينئذٍ مستبد رسمي، لا يسمع لأحد، ويفرض رأيه على كل أحد. وإذا كنت أحد مرؤوسيه، فما عليك إلاّ أن تضبط أعصابك فعلاً، وقبلها تربط لسانك جيدًا حتى لا تزوغ منك كلمة تؤدي إلى نتائج (باهرة) في السخرية بك، والشماتة على حالك. وأمّا الهدوء فلابد من تحويله إلى برود كي تستمر من المقربين، لا من المبعدين. وتصورت لو أن أحد هؤلاء كان من رجال الحسبة (مجرد تصوّر بريء جدًا)، عندها لن تنفع معه إستراتيجية (ترديد الآيات والأحاديث المناسبة)؛ لأنه باختصار سيزعم أنه يعلمها عن ظهر قلب، وربما أمرك بأن (لا تبيع المويه في حار السقّايين)، أو وجهّك إلى أن تلعب غيرها. اللهم جنبنا الخشونة في أنفسنا، ومن حولنا.. وأيضًا في عظامنا ومفاصلنا. ___________________ * كاتب بصحيفة \"المدينة\" السعودية