× لعل كرة القدم قد أخذتنا محليًّا عن كثير من المنجزات الرائعة التي تم تحقيقها بعيدًا عن هيمنة اللعبة ذات الشعبية الأولى عالميًّا، والتي لم تكتفِ بسحب البساط من تحت أقدام الألعاب الأخرى، بل إنها أشغلت الرأي العام بأدق تفاصيلها. × ولكن مهما يكن من تلك الهيمنة، فإن الإنجازات المشرفة لبقية الألعاب سوف تفرض حضورها وحضور مَن يقف خلفها لينالوا من خلال ذلك ما يستحقون من الإشادة (المنتزعة) من فم القلم. وما حديثي عن منجز كرة اليد بالنادي الأهلي إلاَّ ضرب من ذلك الحق المنتزع، والذي لا يمكن أن يتجاوزه المرء دون أن يسجّل عبارة شكر تجاه منجز عالمي غير مسبوق لأنديتنا في هذه اللعبة. × والأهلي كنادٍ شامل يحضرني فيه مقولة للمرحوم الأمير عبدالرحمن بن سعود عندما أُثيرت في ذلك الوقت مقولة نادي القرن، فكان جوابه منصفًا للتاريخ عندما قال: (إن نظرنا إلى ذلك من باب التقييم الشامل للنادي ومنجزاته في جميع الألعاب، فليس هنالك مَن يستحق لقب نادي القرن سوى النادي الأهلي).. هكذا كان جواب فاكهة الرياضة السعودية عليه رحمة الله. × ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم فإن شمس الأهلي الذهبية في بقية الألعاب لم تغب، وإن حدث بعض من محطات التوقف فإنها ليست سوى محطة بناء لنقطة انطلاقة جديدة، تقيّم السابق، وترسم ملامح القادم.. وما إنجاز كرة اليد الأهلاوية إلاَّ دليل على كم هو الأهلي (عالميّ). × وعودًا إلى ما حققه فريق كرة اليد بالنادي الأهلي بحصوله على بطولة آسيا بدون خسارة، ومن ثم وصوله إلى تمثيل المملكة في المحفل العالمي لنهائيات كرة اليد للأندية في إنجاز يعد الأول من نوعه لأنديتنا في هذه اللعبة، منجز جدير بأن تفرد له الصفحات ويؤسس رؤية طموحة قادمة لكرة اليد في جميع الأندية كما هو الحال بالنسبة للتعاطي الإعلامي الذي كثيرًا ما يجحف في حق بقية الألعاب ونجومها. × ولعل من الواجب أن نثني على جهود صانع أمجاد النادي الأهلي، والرمز الحاضر دومًا مع كل إنجاز للألعاب المختلفة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله، الرجل الذي لا يغيب اسمه عن إنجازات كرة اليد، والطائرة، والسلة، وكرة الطاولة، وألعاب القوى، وبقية الألعاب المختلفة التي تتحدث بلسان ذهبي، وتاريخ مرصع بالألقاب. قد تكون العبارات أقل مما يستحق في مسيرة ليس الوصول للعالمية إلاَّ نتاج طبيعي لرحلة الألف ميل، والتي عنوانها (من سار على الدرب وصل)، وقد أعلن النادي الأهلي عبر كرة اليد أولى بشائر الوصول العالمي. × وفي ذات السياق فإن أسماء النجوم الذين صنعوا ذلك الإنجاز ستظل خالدة عبر الأجيال بدءًا بالسد المنيع مناف آل سعيد، والقائد أحمد الينبعاوي، والمتألقين بندر وأحمد الحربي، والنجم فيصل فلاتة، والقادم بقوة تركي الينبعاوي، وعبدالإله برقت، وياسر الشاخور، والأعسر القدير أحمد الأحمر، وزميله محمد ريشة، وبقية النجوم والجهاز الفني والإداري الذين صنعوا منجزًا ليس للأهلي فحسب، بل لكل أرجاء الوطن.