من تحت القلنسوة!  د. جمعان بن رقوش * الكثير من صناع الاثارة الاعلامية الغربية يحاولون اسباغ الموضوعية والشفافية على ما يقدمونه، لكن الشك يبدد مصداقية ما يأفكون، حيث يقفز الى مسلماتنا الكثير من القناعات التى اسست لها التجربة الاعلامية المعاصرة، فلم تعد الرسالة الاعلامية بريئة من الاهداف المستترة، ويصبح الامر موغلا في السوء عندما تقرأ او تستمع او تشاهد أي وسيلة اعلامية اعتمرت قلنسوة منتصف الرأس ، حينها ستصطبغ كل تضاريس العمل الاعلامي بلون سيكوباتي، ويتجسد الصلف الاسرائيلي الذي لايقف زحفه عند حدود معينه ، فالمساحات المحرمة مستباحة في الميثاق الاعلامي الصهيوني ، فقد انطلق فحيح القناة العاشرة الاسرائيلية التي اُسست لتكون منصة لراجمات صواريخ اعلامية ايدلوجية تستهدف كل ماهو على غير ملتها ، فقامت نافثة السوء هذه في احد برامجها المسمومة التي يعدها ذلك الاعلامي المتطرف (ليئور شلاين) في برنامج (هيساردوت) بالاساءة الى الذات الكريمة للمصطفى صلى الله عليه وسلم من قبل احد الاشقياء المشاركين بالبرنامج، ولا اود ان اعيد سرد تلك الاساءة هنا، فالمسيء ووسيلة الاساءة ومعد الاساءة، احقر من ان اكرر ادرانهم فأجرح مشاعر الامة ازاء حبيبها عليه افضل الصلاة والسلام، وهذا التطاول غير العفوي لم يأتِ كما رغب اشقياء الآلة الاعلامية المتطرفة في اخراجه على انه رأي فردي عفوي من قبل احد المشاركين في البرنامج ، فلقد كرر شقيهم ذلك مرارا وبمباركة وتشجيع من المشاركين ومقدم البرنامج ومخرجه وطاقم القناة التقني ، وما يؤكد التنظيم الممنهج لهذه الاساءة اتيانها بعد الاساءة لسيدنا عيسى عليه السلام ولأمه الطاهرة من قبل هذه القناة المسمومة ، وهم في هذا يرومون المساواة في الاساءة كي يتخذوا من الاساءة الاولى مدخلا لتقديم الاساءة الثانية ، بل ربما ارادوا تكريس الاساءة للمسلمين لعلمهم المؤكد ان انبياء الله ورسله عليهم السلام جميعا هم محل تقدير جميع المسلمين ، ولهم المنزلة المتساوية في الايمان بهم جميعا ، وبما انزل عليهم من الكتب السماوية ، فالاساءة لاحدهم هي اساءة لمشاعر المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ، ولا يساورني الشك في ادراكهم باننا حين لا نقبل الاساءة للذات النبوية الطاهرة لسيدنا محمد ، فاننا بالتأكيد لانقبل الاساءة لسيدنا موسى عليه السلام ، وهو لن يرضى عليه السلام اساءتهم لاخيه خاتم الانبياء والرسل ، انني على يقين بانهم يدركون كل ذلك واكثر تفصيلاً ، لكن ماتحتقن به انفسهم الخبيثة يأبى الا ان يمتد الى كل المساحات النقية الطاهرة ومن يعلم من الرسول او النبي الذي سيستهدفونه بالاساءة في خطتهم القادمة ، تنتابهم سورة الغضب والاستماتة في الدفاع عن كل مايمس (الهولوكوست) بالشك او التقليل من حجم المحرقة المزعومة ولا يرعوون عن اقتحام حرمات الاديان ، لقد اخذ منهم الغرور كل ماخذ ، فهذه الحماقات التي تقتحم مشاعرنا بين الحين والاخر من قبل اشقياء الغرب والشرق ، لن تتوقف الا بردع دولي صارم يجرم تجريما مغلظا كل الاساءات للانبياء والرسل والديانات السماوية ، ويُسن لها العقوبات الصارمة القابلة للتنفيذ الواقعي ، فاستمراء هذا العبث من قبل جهلاء العالم سوف يكون وقودا لعمليات عنف فردية ربما تنشط لتصنع من العالم غابة ينمو فيها التطرف وتنعدم فيها العقلانية. ___________________ * كاتب بصحيفة \"المدينة\" السعودية0