العقل هو اعظم ما انعم الله به على الانسان ، وهو ما يميزه على سائر المخلوقات ، وللإنسان قدرات عقلية شتى ، وهذه القدرات تختلف من شخص لاخر ، فقد تقوى عند شخص وتضعف عند آخر ، وقد نجد شخص يتمتع بقدرات عقلية جبارة خلاقة مبدعة واخر تضعف عنده هذه القدرات وقد تذبل وتموت لانه لم يستفد منها في تطوير ذاته وتنمية نفسه ومن ثم منفعة نفسه ومنفعة المجتمع وهذه القدرات العقلية مثل القدرات الجسدية تقوى في مرحلة الشباب وقد تضعف عند الانسان في بعض مراحل عمره ، وفي مرحلة الشباب تكون قدراته العقلية في اوج نشاطها ثم تبدأ بالضعف وقد تكون عند بعض الناس في اوج قوتها حتى مراحل متقدمه من العمر وذلك بسبب الاستفادة منها وتنميتها وصقلها حتى انه يصل الى مرحلة النضج العقلي والرشد وذلك بسبب تحفيزها على العطاء وفتح الطريق امامها على الابداع فتجده يستطيع ان يفكر ويتفكر ويتأمل وبالتالي يستطيع ان يتدبر والتدبر ايضا من القدرات العقلية المتطورة والمفعلة وهو الاستطاعة على الربط بين المقدمات والنتائج ومعرفة الاسباب لكي يتوصل الى النتائج المنطقية ومما يعزز القدرات العقلية ويؤدي إلى نضجها وبروزها في حياة الإنسان وسلوكياته عنايته بقدراته الثقافية وهي كثيرة ومتنوعة والمقصود بها هنا كل ما يرتبط بعالم الثقافة والفكر ، فإذا ما تكونت لديه هذه الأرضية الصلبة من الإعداد النفسي والذهني والفكري والثقافي ، فإن ملكة الكتابة لدية ستكون في أوج إزدهارها وقمة عطاءها ، وهنا أكون قد وصلت إلى بيت القصيد وهو ما أود تناوله في هذه العجالة ، الا وهو الكتابة ، قال تعالى "ن والقلم وما يسطرون" فالكتابة إذاً هي القدرة على أن نسطر مايدور في عقولنا من أفكار ، وما نستنتج من نظريات وأرآء ، وما يجول في خواطرنا من مشاعر وأحاسيس ، إذا فهذه فموهبة الكتابة كغيرها من القدرات تحتاج – من أجل إمتلاكها - إلى تقوية وإلى تمرين ، وتحتاج إلى تعلم أبجدياتها ، وفنونها ، وأصولها التي تقوم عليها كصنعة إحترافية . وقدرة الكتابة في العموم متوفرة لدى جميع الناس ، ولكن البعض يستطيع أن ينميها حتى يتحول تدريجياً إلى كاتب متفوق ، وآخر قد لايشعر بوجودها وهو تبعاً لذلك لا يسعى إلى تنميتها ، فتمر عليه وكأنها لا تعنيه في شئ ، وبالتالي تذبل وتموت . وكل شخص من الناحية النظرية قابل لأن يكون كاتب ، ولكن من الناحية العملية إن لم يمارس الكتابة ويتمرن عليها ، ويتقبل أن يخطئ ويصيب ، ليستفيد من أخطائه ، ويسعى لتطوير نفسه بالأخذ بأرآء الآخرين وتوجيهاتهم وتقبل النقد ووضعه موضع الإهتمام والتنفيذ ، والا فإنه لن يتطور ولن يكون كاتبا ذا شأنِ في المستقبل. وهذه دعوة للشباب لأخذ ذلك بعين الإعتبار ، وعدم التعالي على النقاد والناصحين ، وعدم تجاهل التوجيه من السابقين . والله من وراء القصد. مقالات ذات صلة : من أجل خطوات صحيحة على الطريق *************************** *أحد أبناء منطقة الباحة .