قال علي أحمد الأكوع- أحد أبرز المؤسسين لرابطة الإثنى عشرية في اليمن, إن إيران قدمت دعما لوجيتسيًا وأموالا طائلة لجماعة الحوثيين في اليمن لسنوات كثيرة، إلى جانب إشراف حزب الله على التدريب العسكري لأفراد الجماعة. ونقلت "الشرق الأوسط"عن الاكوع أنه التقى ب"علي الكوراني"، مؤلف كتاب "عصر الظهور" أثناء لقاء جمع بينهما في مدينة قم الإيرانية قبل سنوات، مشيرا إلى أن الكوراني أكد في ذلك اللقاء دعم إيران للحوثيين في اليمن، تماما كما هو الدعم الذي تلقته الجماعات الشيعية في لبنان، طبقا لتعبير الأكوع. ورفض الشيخ علي الأكوع، الذي انتقل من طائفة إلى أخرى, وكان قد اشترك في تأسيس الرابطة الإثنى عشرية عام 2005، اعتبار الحوثيين مجرد جماعات متسللة أو إرهابية, وقال خلال الاتصال الهاتفي: "جماعة الحوثي، أو ما يطلقون على أنفسهم جماعة، انطلاقتها كانت مرتكزة على منطلق عقائدي بحت، وليس بصورة عشوائية، ملخصها التمهيد لظهور المهدي، عبر رجل يسمى ب(اليماني)، حيث بدأت الجماعة بتنظيم صفوفها مع بداية التسعينات، وتحديدا خلال عام 1994، وتحركت تلك الجماعة وفق عقائد دينية". وأضاف: "حركة الحوثي وجماعته، قاموا على ما جاء في كتاب علي الكوراني (عصر الظهور)، أن الحوثيين هم أبناء حزب الله الإيراني، والذي ولد وترعرع بأمر من إيران ودعم منها، بعد وضع الكوراني لخطة ظهور تلك الجماعة". وأكد استناد الكوراني على خروج المهدي المنتظر من صعدة، إحدى مناطق تغلغل الجماعة الحوثية، وهو ما يستدعي السيطرة على جبل دخان داخل الأراضي السعودية، ليتمكن من الدخول إلى الجزيرة، ومكةالمكرمة، وفقا لتأكيدات الأكوع، الذي أكد تلقيه تلك التأكيدات، عند زيارته للكوراني في منزله في مدينة قم الإيرانية. وعقب ما تلقاه الحوثيون من خسائر فادحة في المواجهات العسكرية المشتركة التي دارت رحاها ما بين الجيش السعودي وجماعة الحوثيين، الذين تصفهم اليمن والسعودية ب"المتمردين"، أكد الشيخ الأكوع على أن جماعة الحوثيين وصلوا في نهاية المطاف إلى القناعة بخرافة تأويلات الكوراني في كتابه، وعدم صحة ما ذكره، مشيرا إلى أنهم باتوا في حيرة من أمرهم، من حيث ماهية الخروج، بعد فشل ما آمنوا به وأرادوه، وهو دخول مكةالمكرمة والمدينة المنورة، من ثم التبشير بظهور المهدي، على الرغم من الحروب الست التي خاضوها، فأصبحوا وسط حلقة مغلقة، تلك الحلقة قادتهم إلى البحث عن ضمانات من قبل الحكومة، بالإضافة إلى ما تسبب ذلك من حرج للحوزات الدينية في إيران، وانقسام الرأي المحلي في قم الإيرانية, حسبما أوردته صحيفة "الشرق الأوسط". وحدد علي الكوراني في كتابه نظرية "عصر الظهور"، الذي أشار في طبعته السابعة إلى أهمية جبل الدخان بشكل واضح، وهو الجبل الذي حاول الحوثيون السيطرة عليه خلال المواجهات المشتركة مع القوات السعودية. وأبرز الكتاب أهمية السيطرة على الجبال المجاورة للتمكن من الدخول للأراضي السعودية، على اعتبار مكةالمكرمة هي المنطقة التي ستشهد انطلاق "المهدي المنتظر"، رابطا في الوقت ذاته ما بين جبل دخان واختياره، بما جاء في سورة الدخان في القرآن الكريم. ويعتبر كتاب "عصر الظهور" الحوثي هو اليماني الداعي للمهدي المنتظر، واعتمد الكوراني في ذلك الاستنتاج، على ما يملكه من روايات، تعطي إشارات بظهور اليماني من مدينة خولان العالية في الأراضي اليمنية. وطبقا للأكوع، فإن اجتماعا جمع الكوراني وبدر الدين الحوثي، أقر أهمية السيطرة على جبل الدخان على الحدود السعودية اليمنية، رافضا ومشككا في الوقت ذاته تأويلات استند إليها الكوراني، التي تحدث فيها عن علامات ظهور المهدي المنتظر وإشاراته. وبشأن احتمالية التعاون المشترك ما بين تنظيم القاعدة السلفي والحوثيين، رفض الأكوع فكرة وجود أي تعاون مشترك، مرجعا ذلك الرفض لما أسماه ب"الخلافات العقدية الجذرية"، مستدركا حديثه بأن احتمال التعاون قد يقود إليه ضرب الدولة اليمنية للجميع، وهو ما يستدعي الصلح ما بين المتخاصمين. واستنادا إلى كتاب "عصر الظهور", لمؤلفه علي الكوراني، المنتمي إلى المذهب الشيعي، رأى الحوثيون أن المرجعية الأساسية تكمن في قم الإيرانية، وليس في اليمن. وأشار المؤلف إلى حدوث ثورة في اليمن، تعمل على تمهيد ظهور المهدي، وأن الروايات أشارت إلى أن قائد الثورة الإسلامية يطلق عليه "اليماني", في حين تطلق بعض الروايات على قائد الثورة ذاتها اسم حسن أو حسين، من ذرية زيدين علي، ويخرج من قرية تسمى كرعة، في منطقه خولان قرب صعدة اليمنية، مما دفع البعض إلى مبايعة حسين بدر الدين، باعتباره المهدي المنتظر، بالإضافة إلى حرف سفيان في محافظة عمران، لتنقل حربهم إلى 3 محافظات رئيسية في اليمن، فالهدف الاستيلاء على الحكم، لإقامة حكم شيعي يخضع لولاية الفقيه, حسبما ذكرته "الشرق الأوسط".