انتشرت الشرطة الباكستانية بكثافة الجمعة في مناطق تضم قرى شيعية شمال غربي البلاد، وذلك بعدما قام انتحاري بتفجير نفسه وسط حشد شيعي كان يسير في جنازة، خوفاً من انطلاق موجة من العنف المذهبي. وقالت الشرطة الباكستانية إن الهجوم أدى إلى مقتل 27 شخصاً وجرح 75، وأن السلطات تحقق في ملابسات القضية وقد فرضت حظر تجول كامل في مدينة "ديرة إسماعيل خان،" حيث وقع الانفجار وذلك وفقاً لما أكده الضابط محمد رمضان. من جهته، قال ناصر محمد سيثي، مسؤول الشرطة في المنطقة، إن الهجوم جرى على طريق رئيسية في المدينة التي لطالما شهدت اشتباكات دموية بين السنّة والشيعة فيها، مضيفاً أنه قد جرى استدعاء الجيش لإحكام القبضة الأمنية على المكان. يذكر أن العنف الطائفي كان قد احتدم في أنحاء شمال غربي باكستان ككل في الفترة الأخيرة، وذلك مع تصاعد نفوذ حركة طالبان التي تسعى لمد سيطرتها على كامل المحافظات المحاذية للحدود مع أفغانستان، وأدى ذلك إلى تزايد الهجمات ضد المجموعات الشيعية. ويأتي الهجوم بعد أيام على الاتفاق الذي عقدته إسلام أباد مع حركة طالبان، واعترفت فيه بحقها في فرض أحكام الشريعة الإسلامية بمنطقة وادي سوات، الواقع شمالي "ديرة إسماعيل خان." وتقول الحكومة إن الاتفاق يرمي إلى وقف هجمات طالبان وعمليات الخطف والتعذيب والتهديد التي تمارسها، إلى جانب قيامها بتدمير مدارس الفتيات بشكل ممنهج.