أنهى نخبة من استشاريي جراحة القلب بمستشفى سعد التخصصي، معاناة شاب مصري يدعى "هلال عبد الحميد" ويبلغ من العمر سبعة عشر عامًا، من عيوبٍ خلقية مركبة بالقلب. ووفقًا للدكتور أحمد الزغل، استشاري ورئيس وحدة قلب الأطفال بمستشفى سعد التخصصي، أن الشاب المصري قدم إلى المستشفى وهو يعاني من عيوبٍ خلقية مركبة بالقلب، حيث وجود القلب بالناحية اليمنى والبطين الأيمن بالناحية اليسرى، علاوة على وجود البطين الأيسر في الناحية اليمنى، وثقب كبير بين البطينين مسافة 2 سم، وتليف كامل في صمام الشريان الرئوي. وقد تبين من خلال الفحص المبدئي، وجود تورم في أطراف أصابعه وأقدامه، مع تلون الشفاه واللسان باللون الأزرق، نتيجة قلة نسبة تشبع الأكسجين بالجسم من 60 إلى 65%، كذلك ضعف عام بالبنية الجسدية، حيث لم يتجاوز وزنه 47 كيلو جرامًا، وتباطؤ بنبضات القلب من 50 إلى 55 دقة في الدقيقة، وزيادة في نسبة الهيموجلوبين بالدم، الأمر الذي استوجب أخذ كميات من الدم للحد من نسبة الهيموجلوبين العالية لديه. ومن جانبه أوضح الدكتور بول سايمون، استشاري جراحة قلب الأطفال بمستشفى سعد التخصصي، أن تلك الحالة المعقدة وضع لها خطة علاجية محسوبة بدقة متناهية، حيث تم الاستقرار على إجراء عمليتي (سونار وفنتان)، بخاصة أن المريض خضع في السابق لعملية جراحية بأحد المستشفيات، تمثلت في توصيل الوريد الأجوف العلوي إلى الشريان الرئوي الأيمن، الأمر الذي تطلب تجهيزه للجراحة مدة شهر تقريبًا. وأشار الدكتور سايمون، إلى أن الفريق الطبي المعالج فضل اتخاذ إجراء باستمرار إبقاء الصدر مفتوحًا مدة 4 أيام كاملة بعد العملية، وذلك لتخفيف الضغط على القلب والرئة، ظل خلالها المريض تحت التخدير العام بالعناية المركزة، عقب ذلك تم مساعدة المريض على التنفس بواسطة جهاز للتنفس الصناعي استمر عشرة أيام، وذلك بسبب عدم قدرة القلب على استيعاب منظم نبضات القلب الذي تم تركيبه للتحكم في النبضات بشكل عام، مبينًا أنه فى اليوم الثامن عشر من إجراء الجراحة تم إزالة جهاز التنفس الصناعي بعد التأكد من قدرة القلب على استيعاب المنظم . واختتم الدكتور الزغل قائلاً: إن المريض ظل بالعناية المركزة قرابة 22 يومًا تم خلالها إجراء المتابعات المستمرة والأشعة الطبقية للتأكد من سلامة الإجراءات التي تم اتباعها في العلاج، لافتًا إلى المجهود الكبير الذي بذله الفريق الطبي للحفاظ على حياة الشاب، الذي تعافى من آلامه وبدأ في ممارسة حياته الطبيعية .