أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه رفض طلبا من نائب الرئيس المصري الجديد للعلاقات الخارجية محمد البرادعي بمحادثته هاتفيا، معتبرا أنه ليس ممثلا شرعيا لمصر. وتساءل أردوغان مستنكرا -خلال حفل إفطار أمس في أنقرة- "كيف يمكن أن أتحدث معك؟ أنت لم تنتخب وعُينت من قبل قادة الانقلاب"، في إشارة إلى قرار القائد العام للجيش المصري عبد الفتاح السيسى إقالة الرئيس محمد مرسي يوم 3 يوليو/تموز الجاري إثر مظاهرات حاشدة. وأضاف "إنهم لا يحبون ما أقوله ويشعرون بالانزعاج.. يقولون إن بعض التصريحات والتقديرات جاءت بسبب عدم معرفة كافية بالواقع، ويقولون إننا نستطيع مناقشة ذلك هاتفيا". وكانت الرئاسة ووزارة الخارجية المصريتان قد أعربتا الثلاثاء عن الاستياء الشديد تجاه تصريحات المسؤولين الأتراك حول ما يدور في مصر بعد إزاحة مرسي. وتعليقا على الموقف التركي إزاء مصر، قال أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور في مؤتمر صحفي قبل يومين، إن تصريحات تركيا غير مناسبة وتعتبر تدخلا في الشأن الداخلي المصري، وعلى أنقرة احترام إرادة الشعب المصري الذي خرج يوم 30 يونيو/حزيران الماضي، "وعلى أنقرة أن تعلم وتنتبه وهي تتكلم أنها تتكلم عن دولة كبيرة مثل مصر ولها تاريخ، ولن تقبل تدخلها في شؤونها". من جانبه أعرب المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي عن الاستياء الشديد تجاه التصريحات التركية التي اعتبرها تدخلاً في الشأن المصري. واعتبر عبد العاطي أن الموقف الرسمي التركي ينم عن عدم إدراك لحقيقة التطورات في مصر، ويمثل تحديا لإرادة الشعب المصري الذي خرج بالملايين إلى الشارع للمطالبة بحقوقه المشروعة. ويوم 9 يوليو/تموز الجاري استدعت الخارجية المصرية السفير التركي في القاهرة حسين عوني بوصطالي وأبلغته بأسف مصر العميق لموقف بلاده من التطورات المتسارعة في الساحة المصرية، وتحديدا منذ عزل مرسي. وقبل ذلك اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عزل مرسي "غير مقبول"، ووصف الخطوة التي أقدمت عليها القوات المسلحة المصرية بأنها انقلاب عسكري. تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين تركيا ومصر تعززت بشكل كبير خلال رئاسة مرسي، حيث اعتبرت أنقرة أن القاهرة من شركائها المميزين في إطار إستراتيجيتها للتأثير الإقليمي.