حذر مختص جيولوجي من ظاهرة تساقط صخور على مسافات بعيدة وصدع بطول 8 كلم في حرة الشاقة، فيما سجلت محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية أربع هزات أرضية تراوحت قوتها بين 3,1 و 3,5 درجة على مقياس ريختر، وأعماقها بين 8,7 و 9,5 كلم، إضافة إلى عشرات من الهزات الضعيفة التي قوتها أقل من 3 درجات، وذلك منذ الساعة ال 12 ظهر أمس الأول وحتى الساعة ال 12 ظهر أمس. وأوضحت الهيئة في بيانها اليومي أنه لم يتم رصد أية أبخرة بركانية، مع استمرار القياسات الحرارية في معدلها الطبيعي، و وجود ارتفاع طفيف في قيم تركيز غاز الرادون في آبار المياه الجوفية. كما لم يلاحظ وجود أي اتساع جديد في الشقوق الأرضية المصاحبة للنشاط الزلزالي في حرة الشاقة. ورأى الدكتور عبد العزيز بن لعبون المختص في الجيولوجيا وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الارض، أن الهزات الأرضية التي تضرب حرة الشاقة في العيص منذ أسابيع لن تتوقف إلا إذا وجدت الصهارة في باطن الأرض متنفسا لها، وخرجت الحرارة في جوفها، سواء بانبعاث أدخنة أو غازات، لكنه رفض توقع احتمال ثوران بركان جبل أبو نار. وأرجع في محاضرة نظمتها لجنة التنمية الاجتماعية في أملج البارحة الأولى هزات العيص إلى تحرك الصفيحة العربية، قائلا: إنها كلها تتحرك، إذ أن فيها طبقات لينة، وآلاف الهزات التي وقعت مرتبطة بهزات تحدث في خليج العقبة والبحر الأحمر منذ مدة. وأشار إلى أن البحر الأحمر يتسع كل سنة بمقدار 1,5 سم، ما يعد مقياسا عاليا جدا علميا، والهزات التي تحدث فيه تعني أن صخورا تتحرك في قاع البحر وتتباعد، وتظهر صخور، تكوينات، قشرة وطبقة جديدة. وقال إنه رصد خلال جولة جوية استكشافية في حرة الشاقة أمس الأول ظاهرة خطيرة، تتمثل في صخور متساقطة على مسافات بعيدة و بأحجام كبيرة يفوق بعضها حجم السيارة. وحذر من خطورة الظاهرة، وكشف عن رصد صدع بطول 8 كلم في الحرة، قائلا إنه قد يكون المكان الذي تخرج منه الصخور المنصهرة (اللابة)، التي توجد في باطن الأرض على مساحة 20 كلم2. وأضاف أن الدراسات التي أجرتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تشير إلى أن (اللابة) محصورة في تلك المساحة، وتحاول التحرك والخروج إلا أنها لم تتمكن من ذلك، مشيرا إلى أن سرعة اللابة في حال ثوران بركان لا قدر الله تتراوح بين 1 و 15 كلم، حسب نوعية الغازات في الصهارة، وميلان الأرض التي قد تسيل عليها، ومقدار لزوجة اللابة. وكافة المعطيات تشير إلى عدم وجود خطر محدق، حيث إن نوع الصخور في باطن الأرض في المنطقة يشير إلى أن الصهارة لزجة وليست مائعة، وبالتالي في حال حدوث أي ثوران بركاني لن تصل إلى مسافات بعيدة.