عاش حارس ثلاجة الموتى أصعب اللحظات في حياته شعر خلالها كما يقول باقتراب الموت إليه دون غيره، وذلك عندما تعطل مصعد الشؤون الصحية فجأة أثناء صعوده إلى الدور العلوي وظل معلقا بين السماء والأرض لمدة ساعة كاملة، حاصرته خلالها الكثير من المخاوف والقلق. وقال عبد الله غريب الذي كان يعمل حارسا لثلاجة الموتى في مستشفى القنفذة سابقا «كنت متوجها إلى الطابق العلوي لبدء يوم عمل جديد، وما أن تحرك المصعد حتى توقف فجأة بين طابقين نتيجة خلل فني حيث كانت مصابيح الإضاءة تعمل، وحينها بدأت في الطرق على باب المصعد استنجادا بالموظفين الذين بدورهم أبلغوا الدفاع المدني بحالة الاحتجاز». يقول غريب الذي ساوره القلق على مصيره: أحسست بالاختناق وأن الموت يقترب نحوي وبدأت أنفاسي تتقطع والعرق يتصبب من جسدي، وعندها شعرت بأن نهايتي قد دنت. وبعد ساعة من الاحتجاز ومحاولات رجال الإنقاذ في الدفاع المدني المتواصلة بدأت أسلاك الفولاذ تتحرك عندها تنفست الصعداء حيث تمكن المنقذون من تحريك المصعد إلى أحد الطوابق وهناك تم اقتحامه من قبل فرقة الإنقاذ بقيادة الملازم أول علي سنان الزبيدي، لأعود سالما إلى الأرض وسط تهاني الزملاء.