قبل شهرين، قال له الأطباء إنه سيموت خلال ساعات، لكنه أبى إلا أن يحقق حلماً داعب مخيلته لسنوات.. ألفونسو غارسيا فتى إسباني يبلغ من العمر 12 عاماً ويعاني من أشد أنواع السرطان فتكاً، وقيل إنه تعرض لانتكاسات صحية مميتة تسع مرات، وها هو الآن يقاوم المرض بطريقة مذهلة رغبة منه في تحقيق أمنياته قبل مماته. عندما علم جارسيا بأنه فقد الأمل في الشفاء، وضع أمامه هدفاً رئيسياً يتمثل بزيارة ملعب “كامب نو” معقل فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم والذي يشجعه منذ صغره، وتمكن بفضل إصرار استثنائي من الوصول إلى غايته الأسبوع الماضي عندما شاهد من مقاعد الأشخاص المهمين مباراة برشلونة أمام ضيفه أتلتيك بلباو. وقبل أيام استضاف أشهر برنامج كروي تلفزيوني في إسبانيا الفتى الاستثنائي ليتحدث عن أهمية الزيارة بالنسبة له وقال في بداية المقابلة: “بدأت القصة عندما وصلتني الأخبار السيئة من الأطباء، رسموا صورة قاتمة أمامي وقالوا إنه لا يوجد ما يمكن فعله، فأخبرت والدتي أنه عندما أموت، أريد تفريق رمادي بالقرب من كامب نو”. أدركت ماريا، والدة غارسيا، أن الوقت يمر سريعاً، وفعلت كل ما يمكن لترتيب زيارة مناسبة لابنها إلى الملعب الكاتالوني، وظلت تحاول الاتصال بالنادي إلى حين قام المسؤولون بدعوة ابنها لحضور إحدى المباريات. سافر جارسيا برفقة والدته من مدريد إلى برشلونة، وجلس في المدرجات حيث تلقى تحية خاصة من النجم الأسطوري ليونيل ميسي من أرض الملعب، وبعد انتهاء المباراة أمام بلباو، واصطحب رئيس نادي برشلونة ساندرو روسيل الفتى الصغير إلى غرفة ملابس اللاعبين. وقال جارسيا: “دخل ميسي إلى الغرفة مرتدياً غطاء الاستحمام (الروب)، حققت حلمي بلقاء ميسي الذي عانى هو الآخر من مشاكل صحية في صغره، لكنه اجتاز الوضع السيئ وانظر كيف انتهى به الحال”. ومن المعروف أن ميسي عانى خلال فترة صغره من بطء في نمو عضلاته، وتعرض لرعاية صحية فائقة قبل أن ينجح في تخطي المشكلة. تحدث ميسي مع غارسيا والتقط معه الصور قبل أن يكمل الأخير جولة الأحلام، وقال: “كل اللاعبين كانوا أناساً بمنتهى الروعة، تحدثت مع كارليس بويول واسحاق كوينكا، سأل الاثنان على حالي وتمنيا أن أحافظ على قوتي لأكمل معركتي كي أشفى سريعاً، قلت لهما.. نعم أنا أحاول.. أريد العيش”. وقال الفتى المريض في المقابلة: “تحدثت إلى (إريك) أبيدال، لا أحد يعرف حجم المعاناة التي يمر بها أكثر مني، أتمنى له الشفاء العاجل، وأن يحظى بالإرادة والقوة اللازمتين لتحقيق ذلك”. وتابع غارسيا: “سألني إريك عن الجلسات الكيماوية وآثارها الجانبية السيئة، وما إذا كنت أتناول الطعام بشكل طبيعي، قال لي.. الله سيساعدنا نحن الاثنين، لقد كان مذهلاً”. ومن المعروف أن الدولي الفرنسي أبيدال سيخضع قريباً لعملية زراعة كبد بعد معاناته من السرطان. وتحدثت ماريا عن الزيارة وقالت: “سأظل شاكرة للشخص الذي رتب الزيارة طوال عمري، قبل شهرين نصحني الأطباء بأن أخبر العائلة بأنه (ألفونسو) سيفارق الحياة خلال ساعات، لكنه ما يزال بجانبي، دخل في غيبوبة لمدة يومين لكنه مستمر في القتال، سأصلي له وسأصلي لشفاء أبيدال أيضا”. وختم غارسيا حديثه دامعاً بقوله: “الآن وقد حققت حلمي، أستطيع أن أرقد بسلام