طالب أستاذ جامعي بإنشاء محكمة إلكترونية للنظر في قضايا السرقة ومعاقبة المنتديات المخالفة بالإقفال المؤقت أو الدائم عند تكرار المخالفة والتي من بينها السرقات الأدبية، لافتاً إلى أن المنتديات أصبحت إما قبلية وأن كانت تزعم أنها للجميع أو مناطقية وتضع أبناء منطقة ما في أولوياتها وتهمش أبناء المناطق الأخرى، أو طائفية مذهبية تنحاز إلى اتباع طائفة ضد مخالفيها في المنهج والاعتقاد، مبيناً أن هذه الانحياز بكافة أشكاله يقتل قدرة أي مكان على احتواء أصحاب المواهب الأدبية لأنه يسير في اتجاه معاكس لا تجاه نمو الموهبة وتألقها. وقال أستاذ الأدب العربي في جامعة طيبة مؤسس منتدى أدبي الإلكتروني سليمان السناني إن المواقع والمنتديات الأدبية الإلكترونية على شبكة الإنترنت أظهرت بكل صدق أن الصحافة مجاملة حين تشاء، وأن كثيراً من الأسماء اللامعة صحفياً ليست في الواقع كما هي على الورق، موضحاً أن النثر فضيحة الشاعر، وأحياناً فضيحة الكاتب الذي لا يعرف كيف يدير حواراً ولا يعرف الفرق بين الخلاف والاختلاف. وكشف السناني في محاضرته "دور المنتديات الأدبية الإلكترونية في إبراز الأصوات الجديدة"، مساء أول من أمس في نادي الأحساء الأدبي، وأدارتها من الجانب النسائي عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة الزميلة بشاير محمد، عن تعرض شاعرات للمضايقات بعد كتابة أسمائهن وعناوينهن البريدية صريحة في المنتديات الإلكترونية، الأمر الذي دعا بعض القائمين على تلك المنتديات إلى السماح للأديبات والشاعرات بالكتابة بالأسماء المستعارة وحجب عناوينهن البريدية، مع وضع الاسم الحقيقي للشاعرة عند الإدارة حفظاً للحقوق الفكرية، لافتاً إلى إلزام الأسماء الرجالية بالاسم الحقيقي لتحفيزه ببذل جهد أكبر لإيصال صوته إلى الآخر بينما يكون المستعار مدعاة للتعامل مع الكتابة بلا مبالاة غالباً. وأضاف أن المنتديات الأدبية الإلكترونية أصبحت جاذبة في الثورة الجديدة في النشر ووصولها إلى كل مكان في ذات اللحظة التي تكتب فيها، مبيناً أن المنتديات جذبت الأصوات الجديدة، وأتت بهم إليها دون أن يبذلوا جهداً في مراسلة صحيفة أو التفاوض مع الرقيب الصارم والبيروقراطية. واستعرض خلال محاضرته طرق دعم المحاولات للأصوات الجديدة أدبياً من خلال إرسالها عبر القوائم البريدية أو نشرها في واجهة المجلة الإلكترونية أو إيصالها إلى منافذ نشر أخرى كالصحف الإلكترونية أو المطبوعات الورقية من صحف ومجلات أو المنابر الرسمية كالجامعات والأندية الأدبية والجمعيات الثقافية، مشدداً على ضرورة أن يكون الإعلام الأدبي تحديداً تكاملياً في قنواته المختلفة وإلا ستبوء كل الجهود الفردية بالفشل أو على أقل تقدير سيطولها النقص. وأشار إلى ضرورة إقفال التسجيل في المنتديات الأدبية باعتبار أن الشعبية والنخبوية لا تتحقق في آنٍ واحد، في حال ترك التسجيل في المنتدى مفتوحا، وامتلأ بالمشاركين والمشاركات، معتبراً أن هذا التمازج لو حدث سيفقد المنتدى هويته وسيجعل الكم هدفه الرئيس لا الكيف، مضيفاً أن لذلك مزايا عدة من بينها إتاحة تمييز الجاد من العابث، وزرع أهمية النشر في المنتدى في نفس الكاتب، علاوة على وضع صاحب الموهبة الكتابية أو الشعرية في ذهن النخبة الذين تكونت منهم لجان الحكم على النصوص، مؤكداً على أن الأخذ بيد الصوت الجديد لا يعني التغاضي عن العثرات الأولى حتى لا تتكرر لديه ولا القسوة عليه بالنقد حتى يصيبه النفور من الكتابة ويفقد تلقائيته التي يهذبها النقد ويقتلها التجريح. وقال السناني: إن المنتديات حين تكون ذات مصداقية فحفظها للحقوق أصدق وأدق من الصحافة الورقية فما ينشر يتم توثيقه بالدقيقة والساعة لا اليوم والشهر فقط.