أصدر قاضي المحكمة الجزئية في جدة الشيخ تركي بن ظافر القرني أمس، حكما بمعاقبة ابن عاق لوالدته، بسجنه حتى ترضى عنه أمه، وإيقافه في منتصف الجلسة ووضع «الكلبشات» في يديه، ومن ثم إحالته إلى التوقيف. وفي هذه الأثناء انهارت أمه وأخته، وتوسلت الأم للقاضي بعدم سجنه أو جلده، فطلب منها القاضي الهدوء والانتظار، ثم سمح لها بالجلوس مع ابنها العاق في توقيف المحكمة. ووفق التفاصيل التي اوردتها صحيفة عكاظ من مقر المحكمة الجزئية في جدة، أن الأم في العقد السادس، مثلت أمام القاضي مع ابنتها، وبينت أن ابنها لا يصرف عليها ويهملها، وطردها وأخته إلى الشارع، ويتلفظ عليها، وقالت للقاضي «ابني عاق، الله يهديه، أبغاك تنصحه وتلزمه بالنفقة علي»، وزادت إن «والده في السبعين مصاب بجلطة، وأنا أعاني من أمراض كثيرة منها القلب، وابني لا يؤدي أبسط واجباته». ورد الابن العاق في الجلسة بأن ما ذكرته أمه كذب، وبدأ يبرر مواقفه، وهنا وعلى الفور أمر القاضي رجل الأمن في المجلس القضائي بإحضار «الكلبشة» ووضعها في يدي الابن العاق، وقال «حكمت عليك بالسجن حتى ترضى عنك أمك». وكانت الأم تبكي وتطلب من القاضي العفو عن ابنها ومعاقبته بأية عقوبة غير السجن والجلد، فأمر القاضي بإكمال إجراءات إيقافه وخروجه من الجلسة، وبقيت الأم وابنتها يتوسلان بدموعهما الصفح عن الابن العاق، فطلب منها القاضي الانتظار ثم سمح لها بالجلوس مع ابنها في غرفة التوقيف داخل مقر المحكمة، وبعد ساعتين عادت الأم للقاضي وردت بصوت مرتفع «خلاص يا شيخ عفوت عنه ورضيت عليه»، وهنا أمر القاضي بإحضار الابن العاق وأمر بإصدار صك يقضي بالتعهد ببر والدته، وفي حالة شكواها مرة أخرى يجري تغليظ العقوبة عليه، كما ألزم القاضي الابن بتقديم ألفي ريال شهريا لوالدته كمصروف شهري، بعد أن اطلع على دخله الشهري.