أبدت أرملة سعودية مسنة استغرابها توقيفها بسبب قيادتها سيارتها لقضاء بعض حوائجها في مدينة بيشةجنوب السعودية، قبل أن تفرج الشرطة عنها بعد أخذ تعهد عليها بعدم تكرار الأمر. يأتي ذلك بعد أسبوع على توقيف السعودية منال الشريف لقيادتها سيارة في مدينة الخبر، وأقل من أسبوع على ضبط امرأة خلف مقود في مدينة الرس. واختلفت الصحف السعودية، في عددها الصادر الأحد 29 مايو/أيار 2011م، في تحديد عمر المسنة السعودية؛ ففيما ذكرت صحيفة "المدينة" أنها سبعينية، قالت "الوطن" وعدد آخر من الصحف إنها ستينية، فيما كانت صحيفة "الحياة" الوحيدة التي قالت إن عمرها 48 عامًا. وذكرت الصحف أن الدوريات الأمنية بمحافظة بيشة ألقت القبض على المسنة السعودية وهي تقود سيارتها الخاصة من نوع "داتسون جمارتين" قديمة بشارع الستين، وتبين أنها قادمة من أحد مضارب البادية شرق المدينة لأخذ أعلاف لأغنامها. وقال الناطق الإعلامي بشرطة منطقة عسير الرائد عبد الله بن علي آل شعثان، لصحيفة "المدينة"، إن المرأة أرملة مسنة، "وقد استوقفتها الدوريات الأمنية، وجرى استدعاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. واتضح أنه لم يكن عليها ملاحظات، وأُخذت توجيهات من الإمارة بأخذ تعهد عليها وإطلاق سراحها بعد إفهامها الأنظمة والتعليمات". ولم تكن المسنة السعودية تعلم بالجدل بشأن قيادة المرأة للسيارة في المملكة. وذكرت السيدة -حسب ما نقلته الصحف السعودية- أنها اضطرت إلى القيادة في وسط المدينة بسبب سفر السائق منذ يومين، ولعدم وجود أحد يقدم المساعدة لها. واستغربت الأرملة توقيفها، خاصةً أنها تقود سيارة منذ أعوام دون أن يتعرض لها أحد، مشيرةً إلى أنها تعلمت القيادة منذ زمن بعيد، ودائمًا ما تقود سيارتها لقضاء حاجاتها الضرورية في غياب سائقها. وذكر مصدر في شرطة محافظة بيشة لصحيفة "الحياة"، أنه أطلق سراحها بعد تعهد ولي أمرها بعدم قيادتها السيارة. وأضاف قريبها أنها لم ترتكب مخالفة، ولم تقم بعمل محظور، مشيرًا إلى أن كثيرًا من النساء يقدن سيارات في المحافظة. وأيده أحد مشايخ القبائل في المحافظة (محمد القحطاني) الذي ذكر ل"الحياة"، أن نساء كثيرات يقدن السيارة منذ عشرات السنين بين محافظتي بيشة وتثليث، ويقضين حوائجهن، خصوصًا الأرامل والمطلقات منهن، ولم يتعرضن طوال هذه الأعوام لأية مضايقة. يأتي ذلك في الوقت الذي اتسعت فيه دائرة التحقيق في قضية منال الشريف، وقيادتها سيارتها علنًا الأسبوع الماضي؛ إذ وجهت شرطة الخبر إدارة البحث الجنائي بإحضار سيدتين يُشتبه في علاقتهما بالقضية، ودعمهما إلكترونيًّا حملة "سأقود سيارتي بنفسي". وفي المقابل كانت من 1000 امرأة سعودية رفعن خطابًا إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، يُعارضن فيه منع المرأة من قيادة السيارة في المملكة.