ناشد أهالي قرى المسبر والنظيم والبخراء التابعة لمحافظة المزاحمية بالرياض ولاة الأمر والجهات المسؤولة سرعة النظر في وقف ما سموه "مخطط الموت" الذي يقع ضمن حرم مجاري السيول والأودية. وقالوا إنه تمت الموافقة على بناء مشاريع مدرسية بناء على طلب أهالي المنطقة في المخطط وهو من أخطر المخططات السكنية نظراً للتجمعات المائية الضخمة التي قد تصل إلى قرابة ثلاثة أمتار. ولجأ عددٌ من سكان المنطقة إلى "سبق" لنشر القضية التي أصبحت هاجساً يؤرقهم، حيث يعد المخطط من المخططات الحكومية التي تمت الموافقة على بناء مشاريع مدرسية على أرضه برقم 368 أب. وقال مصدر "تحتفظ سبق باسمه": "طالبنا منذ سنين طويلة بتوفير موقع كبير يتم فيه بناء مشاريع مدرسية لخدمة أبناء المنطقة نظراً لافتقار المنطقة وضواحيها لمجمعات مدرسية كبرى". وأضاف المصدر: "حين تمت الموافقة على طلبنا اكتشفنا أنه تم اختيار الموقع الأكثر خطورة من بين بقية المواقع الأخرى وهو مخطط قديم اشتهر باسم "مخطط الموت" لما له من خطورة كبيرة على جميع سكان المنطقة من تجمعات لمياه الأمطار ويعد مجرى للسيول ومنطقة منخفضة كذلك". وأردف بقوله: "تم اختيار الموقع الخطأ حيث يعد من أكثر المواقع مجرى لسيول الأمطار ومكان تستقر فيه المياه والأودية، الأمر الذي يخالف الأوامر السامية الكريمة التي تقضي بمنع إقامة المخططات في مجاري الأودية والسيول".
وتابع: "حين تمت مراجعة بلدية المزاحمية وتحديداً عندما التقينا الأستاذ محمد اليابس، وجدنا منهم التجاهل التام وعدم التجاوب لتساؤلاتنا، علماً بأن المجلس المحلي للبلدية رفع تقريراً يؤكد خطورة الموقع إلا أن البلدية تجاهلت الموضوع ولم تتجاوب معنا بخصوص ذلك كما أن التقرير المقدم الذي يفيد بخطورة الموقع اختفى تماماً عقب كثرة تساؤلاتنا". وقال المصدر إنه بعد ذلك بفترة وجيزة وردنا بأن "مكتب عبدالرحمن النعيم مهندسون واستشاريون" المكلف من قِبل وكالة البلديات بحصر أماكن الخطر كان قد رفع تقريراً وافياً "مرفق صورة خلاصته" لوكالة الأمانات والبلديات برقم "25986" يطالب فيه بتغيير الموقع لخطورته الشديدة وأنه من المواقع التي تقع ضمن حرم مجاري السيول والأودية إلا أن الأمر لم يحرك فيهم ساكناً وزادوا من تجاهلهم وعدم تجاوبهم مع ذلك. وأضاف المصدر: "الأغرب من هذا أن بلدية المزاحمية قامت بالإفراغ الفوري للمخطط غير مبالية بما قد ينتج عن ذلك من كوارث محتملة، وهي تعطي الآن الرخص للمقاولين لبدء مشروع المدارس". وختم أهالي المزاحمية وسكانها في خطاب حصلت "سبق" على نسخة منه بتساؤلات كثيرة جاء فيها أن بلدية المزاحمية لا تبالي بأرواح أبنائنا حيث يعدون أرواح سكان منطقة نساح رخيصة وأبنائها كذلك وهذا ما دل عليه عدم تجاوبهم معنا وتجاهلهم التام عن خطورة الموقع. وقالوا: "منذ سنوات ونحن نشتكي من طريق الموت "طريق الرياض/نساح" الذي حصد أرواح شباب المنطقة كان آخرها 12 نفساً ماتت في الأسبوع الماضي وكتبت عنها الصحافة في حينه، واليوم نشتكي من مخطط الموت ومن خطر يحدق بأرواح الطلاب والطالبات فهل من مجيب؟!" من جانب آخر، قال محمد عباس المشرف على دراسة المخطط بمكتب "المحامون والاستشاريون" إنهم بالفعل هم المخولون بعمل دراسات ميدانية لمخطط نساح "مخطط الموت". وحول ما إذا كان بالفعل المخطط يعد من المخططات الأكثر خطورة وضرراً من حيث البناء كونه نقطة تجمع مياه الأمطار والسيول قال إنه لا يستطيع أن يدلي بأي معلومات إضافية لأنهم يعملون لصالح بلدية المزاحمية ولا يحق لهم التحدث أو الإفصاح عن أمور تعود لعملائهم. وقامت "سبق" بالتواصل مع بلدية المزاحمية لأخذ إفاداتها حيال هذه القضية إلا أن جميع الاتصالات باءت بالفشل، كما تم الاتصال بقسم المرافق العامة ولم يجب على الاتصالات. وتم الاتصال بالقسم الفني بأخطار السيول والأودية في وكالة الشؤون البلدية ولم تجد "سبق" أي ردٍ.